جدول المحتويات
Toggleبعد أن حدثت الأزمة المالية العالمية في سنة 2008، ارتفع سعر الفضة من مستويات متدنية له عند 8.54 دولار للأونصة في سنة 2008 إلى أعلى مستوياته تاريخياً فوق مستوى 49.5 دولار في سنة 2011 ، ليعود و يتراجع بعدها قبل أن يصل إلى مستوى 50 دولار للأونصة، و مع تعافي الاقتصاد العالمي تدريجياً عاد سعر الفضة للهبوط بعد سنة 2011 ليتداول اليوم عند مستويات قريبة من 17 دولار للأونصة الواحدة.
الاستثمار في الفضة هو جنة آمنة
إن ارتفاع سعر الفضة بعد الأزمة بهذا الشكل يعكس كون المعدن ملاذاً آمناً يلجأ إليه المستثمرون عند حصول الذعر في الأسواق، و قد حصل هذا الارتفاع بالتوازي مع حصول ارتفاع مشابه في سعر الذهب من سنة 2008 إلى 2011، حيث أن المعدن الآخر هو أيضاً ملاذ آمن للمستثمرين.
تم الاستغناء في التاريخ الحديث في سنة 1971 عن قاعدة الذهب، و التي تنص على ربط القوة الشرائية للعملة بالتغطية الذهبية الموجودة لدى المصرف المركزي، و قبل هذه القاعدة كانت تستخدم قاعدة الفضة منذ سقوط الإمبراطورية البيزنطية و لغاية القرن التاسع عشر، حيث كانت وحدة قياس القيمة في الاقتصاد مرتبطة بوزن معين من الفضة، وهو الأمر الذي يعكس أهمية هذا المعدن في العصور القديمة.
الفضه معدناً حافظاً للقيمة إلى اليوم
إلا أن أهميته لا زالت كبيرة نظراً لأنه لا زال يعتبر معدناً حافظاً للقيمة إلى اليوم ليحمي المستثمرين من هبوط قيمة أصولهم عندما تنفجر الفقاعات في بعض القطاعات.
نظراً لأن قيمة كل من الذهب و الفضة تقاس بالدولار فإن هناك توازِ لا بأس به بين الذهب و الفضة، مع العلم أن نسبة التوازي تختلف بين حين و آخر، و تستخدم نسبة الذهب على الفضة من قبل المحللين لتقييم حالة سوق الأسهم، على الرغم من اختلاف طريقة التفسير بين المحللين، كما أنه من المعروف أن الفضة أكثر تقلباً من الذهب.
اليوم يتداول معدن الفضة عند مستويات متدنية تاريخياً، مما يعني أن فرص هبوطه إلى مستويات متدنية بشكل جذري هي قليلة نسبياً، و أن احتمال الصعود هو أعلى بكثير من احتمال الهبوط.
و هذا لا ينفي طبعاً احتمال حدوث بعض التحركات الجانبية في المعدن قبل أن يبدأ بتياره الصاعد، حيث أن التنبؤ باتجاه السوق هو أمر و التنبؤ بتوقيت هذا الاتجاه هو أمر آخر.
معدن الفضة يعتبر من المدخلات الصناعية المهمة:
لا يعتبر معدن الفضة معدناً ثميناً فحسب، و إنما يستعمل في بعض الصناعات كذلك مثل الالكترونيات و النواقل الشمسية، و بالتالي فإن هناك عوامل أخرى ترفع من الطلب عليه مع ازدهار صناعات الطاقات البديلة النظيفة و الطلب المستقر على الالكترونيات نتيجة الطلب على الهواتف الذكية و أجهزة الكمبيوتر المحمولة و غيرها.
و مؤخراً ارتفع الفارق بين سعر الفضة و الذهب، والذي يقيس عدد الأونصات اللازمة من الفضة لشراء أونصة واحدة من الذهب، و مع انخفاض هذا الفارق أصبح المستثمر بحاجة إلى عدد أقل من أونصات الفضة لشراء أونصة واحدة من الذهب، مما يشير إلى ارتفاع قوة المعدن الفضي.
و من العوامل الأخرى التي تجعل الاستثمار في الفضة استثماراً جيداً كون كمية العرض المتاحة من الفضة فوق سطح الأرض محدودة و صغيرة بالمقارنة مع حجم الطلب عليه للأغراض المختلفة، مما يرفع من احتمال حدوث قفزة كبيرة في السعر مع ارتفاع الطلب.
و نتيجة تسعير أونصة الفضلة بالدولار فإن سعر المعدن أيضاً معرض للتقلبات نتيجة سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي النقدية، إلا أن المعدن بالمجمل يظهر أفاق نمو لا بأس بها، وفي أسوأ الأحوال فإن المعدن يعتبر حافظاً جيداً للقيمة.
قد يهمك ايضا:
خبير اقتصادي: ازداد الطلب على الملاذات الآمنة بعد رفع كوريا الشمالية مستوى التحدي
ما مدى فائدة هذا المنشور؟
انقر على نجمة لتقييمها!
متوسط تقييم 2 / 5. عدد الأصوات: 2
لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.