لماذا فشلت تويتر في اللحاق بـ فيسبوك

لم تستطع شركة تويتر أن تلحق بغريمتها فيس بوك، وذلك لأن معدل نمو عدد مستخدميها مزال تنمو ببطء على عكس فيس بوك، كما أن عدد المشتركين النشطين بها لم يتجاوز 3 ملاين خلال الربع الأول، كما أن أرباحها السنوية لا تقارن بأرباح فيس بوك، وهناك العديد من الأسباب التي تسببت في تأخر تويتر على أن تكون قرينة لفيسبوك.

أسباب نجاح فيسبوك

تعتبر شركة فيس بوك من أكبر المؤسسات حول العالم، والتي تحقق أرباحا سنوية تصل إلى مليارات الدولارات، كما أنه يعتبر من أنجح مواقع التواصل الإجتماعي الموجودة الآن، فهو يجلس على العرش الأعلى في هذا المجال، كل هذا النجاح يرجع إلى العديد من الأسباب التي جعلت منه موقع التواصل الاجتماعي الأول على العالم.

فمن أهم الأسباب التي ساعدت فيسبوك في التفوق على قريناتها هو مجال الحرية الكبير الذي تتيح الشركة للمستخدمين، فيمكن من خلال استخدام هذه الشبكة الاجتماعية التعبير عن الآراء بكل حرية ودون أية قيود، فلكل فرد الحق في قول رأيه بحرية حرية حتى وإن كان شخص نكرة فلن يستطيع أحد أن يتحكم أو يمنع رأيك مهما كان، فعلى عكس المواقع الأخرى التي تعطي لنفسها حقوق مبالغ فيها في السيطرة على آراء الأشخاص الموجودين عليها، كما أن هناك البعض من هذه المنصات تحيط أقسامها بالأسلاك الشائكة التي تعيق المستخدمين من التعبير والكلام بكل حرية، وإن حدث وقام أي أحد من الأشخاص بتخطي هذه القوانين  فيقوم المشرفين على المجموعة بحذفه فورا، وهذا يعتبر تقييدا للحرية في التعبير.

كما أنه موقع لا ينام، فهناك دائما مستخدمين نشطين في كل وقت، فهو موقع عالمي متوفر بكل لغات العالم، كما أنه كل يوم في جديد وإطلالة متجددة، وهو يساوي بين الجميع، فلا يوجد تفرقة بين عضو مبتدئ وآخر قديم، والعديد من المميزات الأخرى التي جعلت منه الموقع الأول عالمياً.

تويتر لم تنجح في جذب المستخدمين

بلغة الأرقام، استطلعت شركة تويتر أن تحقق إيرادات كبيرة خلال الأشهر الثلاثة المنصرمة، وهذا كان على عكس ما كان يتوقعه الخبراء، وذلك بعدما استفادت من خدمات البيانات ورواج الإعلانات، ولكنها تكبدت خسائر صافية بالإضافة إلى عدم القدرة على جذب عدد كبير من المستخدمين.

كما انخفضت إيرادات الشركة بنسبة وصلت إلى 4.7% خلال الربع الثاني من العام الجاري، وذلك بالمقارنة بنفس الفترة من العام السابق لتصل حوالي 573.9 مليون دولار.

أسباب فشل تويتر في اللحاق بـ فيسبوك

يرجع تاريخ تأسيس تويتر إلى عام 2006 وبالتحديد في شهر مارس على يد 4 أشخاص، أهمهم هو جاك دورسي، الذي قام بنشر أول تغريدة على الموقع، وبعد ذلك تم إطلاق تويتر كشركة رسمية في شهر يوليو من نفس العام، ومنذ هذا الوقت بدأ الموقع في جذب المستخدمين بأعداد كبيرة لأنه قدم شئ مختلف عما قدمه فيسبوك الذي تم إطلاقه في عام 2004.

وقد تم تصميم تويتر في الأصل لكون تطوير لخدمة الرسائل النصية التي تساعد في التواصل مع مجموعة صغيرة من المستخدمين، ومن هنا تم تحديد الحد الأقصى للتغريدات بـ 140 حرف، وبعد ذلك هرع إلى توتير العديد من المشاهير والفنانين لعمل حسابات عليه ليقوموا بالتغريد عليه ليصبح منصة للتواصل مع الجمهور والمعجبين.

ولكن سرعان ما بدأت صرخات تويتر ترتفع بسبب فيسبوك الذي أصبح كالمغناطيس يجذب كل من يريد الانضمام لمواقع التواصل، ويتمثل السبب الرئيسي في أن الأخير عبارة عن شبكة اجتماعية على وجه حق، أما تويتر ما هو إلا منصة للتدوين المصغر.

كما أنه هناك سبب آخر في تأخر تويتر عن اللحاق بـ فيسبوك، وهو أن المستخدمين الجدد يبحثون عن أكثر مواقع التواصل استخداما ويقومون بالإنضمام إليه لأنهم يريدون التواصل مع أقاربهم وأصدقائهم وأكبر عدد ممكن من الناس، وهذا لا يتوفر على تويتر، كما أن العديد منا يبحث عن أسهل وسيلة للتواصل وهذا ما يوفره فيسبوك، فيمكن من خلال الإتصال بأي شخص في العالم سواء كان اتصال صوتي أو مرئي.

كذلك لا يقوم تويتر بقراءة متطلبات السوق أو المستخدمين، أو محاولة مجاراة الشباب الذين يعتبرون الفئة الأكبر على الإنترنت.

ومن الأسباب الأخرى التي تأخر من تويتر أنه ينظر إلى فيسبوك على المثل الأعلى له، الذي يحاول جاهدا لأن يصبح مثله، من خلال السير على خطاه، ومن أكبر الأخطاء التي يقوم بها الأول لا يمكن التهاون عنها مثل الإرادة في التحول من خدمة لتبادل ومشاركة الرسائل النصية القصيرة إلى شبكة اجتماعية كبرى.

تويتر في المستقبل

يتوقع العديد من المحللون والخبراء أن تويتر بحاجة ماسة إلى خطة جديدة تساعده ليعود مرة أخرى لخوض المنافسة بين قرائنه، ومن المحتمل أيضا أن تستمر الخسائر لأكثر من عام، وهذا مما قد يسبب في انهيار الشركة، وللبعد كل هذه المشاكل يجب تغيير واجهة المستخدم، وعمل خطة لزيادة عدد المستخدمين، مع إستراتيجية محكمة لجذب أكبر قدر ممكن من الإعلانات التي تعد مصدر الدخل الرئيسي للشركة.