أخبار عاجلة
Search
Close this search box.

علم النفس يحذّر من إدمان الأجهزة الذكية

علم النفس يحذّر من إدمان الأجهزة الذكية
جدول المحتويات

هل فكّرت يوماً بحساب عدد المرات التي تتفقد بها جهازك الذكي في اليوم الواحد؟ وما هو عدد المرات التي تتفقد بها حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي؟ وهل راودك شعور بـ إدمان وضيق عند انقطاع شبكة الانترنت أو بطئها؟ ماذا فعلت عند ذلك؟

يجب أن تعرف أنّ هذا الإدمان ليس مقتصراً عليك فقط، إنها العلة البشرية الجديدة، فقد عمل علماء النفس على العديد من البحوث التي تدرس هذه الحالة من التعلّق الذي يصل إلى الإدمان أحياناً، ففي بحث نفسيّ عمل عليه العالم لاري روزين وزملاؤه، تبيّن أنّ نسبة 51% من الشباب بين عمر 20 إلى 30، أظهروا حالات متوسطة ومرتفعة من القلق عند ابتعادهم لمدة ربع ساعة فقط عن أجهزتهم الذكية.

بينما اكتشفت إحصائية أخرى، أنّ 72% من الأشخاص لا يستطيعون البقاء بعيدين عن أجهزتهم الذكية، ونادراً ما يكونون على بعد أكثر من 5 أقدام عنها، الأمر الذي بات يُعرف فيما يُسمى “نوموفوبيا” وهي اختصار إنكليزي لجملة (No mobile phopia)، التي أصبحت توازي أي نوع آخر من أنواع الفوبيا والإدمان، رغم عدم تسبيبها لأضرار جسدية كما في إدمان الهيروين والكحول، إلا أنّها في بعض الأحيان، قادرة على التسبب بأضرار نفسية كبيرة على المدى الطويل.

فرضيات علم النفس حول تعلّقنا بأجهزتنا الذكية

تداول مع وسيط موثوق
الحائز على جوائز

فرضيات علم النفس حول تعلّقنا بأجهزتنا الذكية

ربما قد نعرف جميعاً بعضاً من الأسباب التي تجعلنا ننتمي إلى أجهزتنا الذكية خلال السنوات الأخيرة كثيراً، ذلك أنها أوجدت لنا مساحات تطرح كل يوم الكثير من الأشياء الجديدة، التي قد تستطيع كثيراً من الأحيان كسر الروتين، وتعريفنا أكثر على العالم والمحيط الذي نعيش فيه وذلك البعيد عنا حتى، وفي كثير من الأحيان، تجلب لنا أشخاصاً ما كُنا لنعرفهم لولا هذه الأجهزة الذكية.

لكن علم النفس يذهب أبعد من ذلك في تفسيراته، إذ يُعيد هذا العلم أسباب ذلك التعلّق إلى طبيعة الإنسان منذ الطفولة أيضاً. إذ يقول رائد علم النفس الأميركي وليام جيمس، إنّ الإنسان ومنذ طفولته يُشكّل علاقته مع الأشياء المُحيطة به، بناءً على الملكية، فألعابه وسريره وأمه وأبوه، كل هذه الأشياء يعتبرها تنتمي إلى ذاته الممتدة التي يشعر بالضياع عند فقدان أي من عناصرها، أي كل ما يمكن إلحاق ياء الملكية به، ومن ثم تترسخ علاقة الملكية تلك عبر اللمس والاستكشاف، الأمر الذي تحوّل إلى عملية لمس الهواتف الذكية التي باتت تنتمي إلى ذواتنا الممتدة. هذه العملية التي تمنح ذواتنا الرضا والتسلية، بل كما تقول الفرضيات، فإن عملية اللمس تلك تعزز تحرير مادة الدوبامين في الدماغ، وهرمون الأوكسايتوسين المسؤول عن الحب، ما يُساعد في تعزيز هذا الإدمان والتعلّق الحسّي بهذه الأجهزة.

لماذا نبدّل أجهزتنا الذكية باستمرار؟

في كل مرة تطلق فيها شركة أبل جهاز جديد من أجهزتها – كما حصل أخيراً عند إطلاق جهاز أيفون إكس وأيفون 8 – نرى صوراً كثيراً لطوابير طويلة من الأشخاص الذين ينتظرون وقتاً طويلاً لحين طرح الجهاز للبيع في الأسواق. لكن، لم كل هذا الهوس والاهتمام؟

يقول عالم النفس والباحث جاكو هامان، إنّ الأمر لا يقتصر فقط على التصاميم الجذابة والتحديثات والتطبيقات الحديثة التي تطرحها هذه الأجهزة، وتغري الناس باقتناء المزيد منها في كل مرة، بل إنّ الأمر يتعدى ذلك، وانتقل إلى مرحلة معرفة هذه الأجهزة – والشركاء التي تصنعها من ورائها – بتطلّعاتنا وحاجاتنا كبشر، وبشكل دقيق، ولذا من غير المُستغرب أن يكون شعار جهاز أيفون إكس: “يعلم من تكون”، الذي تشير فيه إلى قدرة الهاتف على التعرف على صاحبه عبر بصمة الوجه، إلا أنّ المواصفات الأخرى لهذه الأجهزة أصبحت قادرة على خدمتنا بشكل خاص وكأنها تعرف حقاً من نكون.

تأثيرات إدمان التكنولوجيا على حياتنا

تأثيرات إدمان التكنولوجيا على حياتنا

تمتد تأثيرات التكنولوجيا إلى جميع مناحي الحياة ومن مصادر عديدة، إذ يقابل النوموفوبيا، حالات إدمان أخرى متفرعة عن الأجهزة الذكية، كإدمان بعض الألعاب وإدمان مواقع التواصل الاجتماعي الذي أصبح الأكثر انتشاراً أخيراً، والأكثر تأثيراً أيضاً.

ويقول توني راو الأستاذ الزائر في مجال طب نفس في الجامعة الملكية في لندن، إنّ أجيال الألفية (بين 1984 و2005) تُظهر أشكالاً متقدمة من النرجسية، مقابل الأجيال التي سبقتهم. وذلك يعود إلى اعتماد الفرد أكثر على تقييم الآخرين له ولأفكاره وتصرفاته من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، بشكل أكبر من اعتماده على التأمل الذاتي للأفكار والمشاعر والسلوك، لتكوين صورة ذهنية أكثر حقيقية عن ذاته.

ويدعم هذا القول، عالم الأنثروبولوجيا مايكل تاوسيج، الذي يؤكّد على أنّ الهواتف الذكية تساعدنا على ترسيخ نزعتنا البشرية لأن نبدو أشخاصاً أفضل أو ذواتاً مختلفة من خلال استنساخ نماذج وشخصيات الآخرين واستكشاف اختلافنا، ومن خلال التلاعب بصورنا والتعبير عن آرائنا بشكل حرّ أمام جمع كبير من الأشخاص، في عملية تُشبه إلى حدّ كبير عملية تعبير أجدادنا البشر الأوائل عن أنفسهم ورواية قصصهم، عبر الرسم على جدران الكهوف، التي تحوّلت إلى جدران وهمية في الوقت الحالي.

ما مدى فائدة هذا المنشور؟

انقر على نجمة لتقييمها!

متوسط ​​تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0

لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.

كما وجدت هذه الوظيفة مفيدة ...

تابعنا على وسائل التواصل الإجتماعي!

واتساب
تلغرام
البريد الإلكتروني
سكايب
فيسبوك
تويتر
مقالات ذات صلة