بلغ عدد مستخدمي فيسبوك في عام 2016 مليار وسبعمائة مليون مستخدم والعدد في تزايد، حيث انتشر هذا الموقع ومواقع تواصل اجتماعي أخرى مثل التويتر والانستغرام وغيرها كالنار في الهشيم، لدرجة أنها أصبحت تؤثر على الأحداث الجيوسياسية مثل الربيع العربي وانتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلا أن هذه المواقع لها أيضاً أثر في بالغ الأهمية وهو تأثيرها على العقل والحالة النفسية، وتتمثل الآثار من هذه الناحية فيما يلي:
- التوتر والضغط: يقوم العديد من الأشخاص بالتنفيس عن غضبهم على صفحاتهم على الفيسبوك والتويتر وغيرها، كما تظهر الأبحاث أن الناس يتفاعلون مع المنشورات السلبية اكثر من تفاعله مع تلك الإيجابية ، وهذا يؤدي لان تمتلئ صفحات المتابعين بالمنشورات السلبية، وبالتالي يرتفع لديهم التوتر، ويلاحظ أن النساء كانت لديهم نسبة التوتر أعلى من الرجال.
- الغرور أحياناً: أثبتت دراسة أن الأشخاص الذي يقرؤون معاينات المقالات على الفيسبوك دون قراءة المقالة كاملة يظنون بأنهم يعرفون أكثر مما هو في الواقع، وهذا قد يؤدي بهم إلى التأثر وبناء المفاهيم بمعلومات ناقصة.
- تعكر المزاج: وجدت دراسة أن الأشخاص الذين قضوا 20 دقيقة من وقتهم فما فوق على الفيسبوك كان مزاجهم أسوأ بالمقارنة مع غيرهم ممن لم يستخدموا الفيسبوك، ويعود السبب في ذلك إلى أن أولئك الذين استخدموا الفيسبوك شعروا بأنهم قد أضاعوا وقتهم دون القيام بنشاط منتج.
- تراجع الثقة بالنفس: ينشر معظم الناس صورا وفيديوهات لأنفسهم وحياتهم لا تكون بالضرورة تعبر عن واقعهم وانما تعكس حياة هؤلاء في أفضل حالاتهم، وهي حالة مؤقتة وليست دائمة، إلا أن المتابعين غالبا ما يشعرون بالنقص أو عدم الرضا عن حياتهم نتيجة تلك المنشورات، مما يؤدي إلى تراجع ثقتهم بأنفسهم.
- ضيق نطاق المهارات الاجتماعية: لا تتطلب مواقع التواصل الاجتماعي القدرة على قراءة لغة الجسد أو نبرة الصوت وانما تقتصر على التواصل من خلال إشارات الاعجاب والتعليقات وما شابهها، وهذا بدوره يؤدي إلى عدم وجود فرصة لتطوير مهارات اجتماعية متقدمة والانحسار في الحياة الافتراضية.
- الاكتئاب: مع تراجع جودة العلاقات الاجتماعية يصبح الإنسان معرضا للاكتئاب والقلق، خاصة إذا ما تعرض للمضايقة من الآخرين على الانترنت وكثرت المقارنات التي يقوم بها بين حياته وحياة الآخرين.
- قلة النوم: مع ازدياد الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي واستخدامها كوسيلة للحصول على التفاعل من الاخرين يقضي العديد من الأشخاص وقتا طويلا أمام شاشات الكمبيوتر والهاتف على هذه المواقع وهذه الشاشات تسلط ضوءا قويا يؤثر على جودة النوم حيث أن ذلك الضوء يؤثر على إنتاج الميلاتونين، الهرمون الذي يتحكم بالنوم والشعور بالنعاس من ضمن أمور أخرى.
- الشعور بالوحدة: وجدت دراسة أن أولئك الذين يقضون وقتا طويلا على مواقع التواصل الإجتماعي يزداد احتمال شعورهم بالعزلة الاجتماعية والوحدة، والتي بدورها تؤدي الى العديد من الآثار السلبية على الجسم.
الخلاصة:
مما لا شك فيه أن استخدام الفيس أو مواقع التواصل الاجتماعية الأخرى هو ليس أفضل نشاط تقوم به، حيث يمكنك ممارسة الرياضة أو قراءة الكتب في أوقات فراغك ويفضل ضبط الوقت المستخدم على تلك المواقع، إلا أنه يجب أيضاً النظر بموضوعية وعدم تجاهل الكثير من المنافع التي يقدمها فيسبوك ومنها جمع أصدقاء المدرسة القدامى مع بعضهم والقدرة على الدخول إلى مجموعات مهنية مفيدة أو مجموعات لها نفس اهتماماتك، وهذه كلها أمور ايجابية لا يجب تجاهلها.
ما مدى فائدة هذا المنشور؟
انقر على نجمة لتقييمها!
متوسط تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0
لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.