جدول المحتويات
Toggleأعلنت ألفابت القابضة والتي تعتبر الشركة الام بالنسبة لـ شركة غوغل أنها قد استحوذت، على شركة لوكير “Looker” المتخصصة في جمع وتحليل البيانات وتطبيقات ذكاء الاعمال، مقابل صفقة بلغت قيمتها 2.6 مليار دولار أمريكي. لتكون هذه العملية هي الثانية من حيث حجمها بعد شراء شركة “نيست” المتخصصة في التكنولوجيا الذكية في وقت سابق.
وكانت شركة غوغل قد اتمت عام 2014، تلك الصفقة مقابل 3.2 مليار دولار امريكي دفعت مقابل رابع أكبر شركة في العالم في هذا المجال.
وتابع عملية الاستحواذ الجديدة قسم التقنيات السحابية في شركة غوغل والمعروف بـ Google Cloud، حيث يتنافس هذا القسم مع شركة أمازون التي تقدم أدوات حوسبة سحابية وقواعد بيانات تدار بطريقة الند للند، عبر فرعها خدمات أمازون للويب (Amazon Web Services (AWS.
تعمل لوكير “Looker” الشركة الجديدة التي اشترتها غوغل في مجال فهم وتحليل البيانات التي تقوم بإنشائها عبر إدارة التدفقات المتعددة من قواعد بيانات مختلفة تستخدمها لتخزين المعلومات.
ولنعطي مثال يبسط المفهوم الذي تعمل من خلاله شركة لوكير الناشئة، ولنأخذ موقع متخصص بالتجارة الإلكترونية، يحوي هذا الموقع منصة لإدارة علاقات العملاء، ومركز للاتصال ومعرض واسع للمنتجات، يكون دور خدمات الشركة التي اشترتها غوغل، مشابه لجمع وتحليل وفهم البيانات الضخمة التي تنتج عن نشاطات الزوار، ثم اقتراح مجموعة من الحلول التي تطور الأداء وتزيد الأرباح.
كيف تخطط شركة غوغل لمستقبلها القادم؟
حققت ألفابت القابضة إيرادات تزيد عن 100 مليار دولار في العام الماضي، لكن ذلك لا يمكن اعتباره كافيًا لقبول صفقة بهذا الحجم، فمبلغ 2.6 مليار دولار هو رقم صفقة ضخمة وكبيرة.
نموذج الاعمال في الشركة يقوم على تقديم خدمات للشركات الصغيرة عبر منتجات مثل G Suite ومنصة غوغل للإعلانات التي تسمى Google Ads، وحديثا قدمت الحوسبة السحابية، Google Cloud والتي لا تزال متخلفة من ناحية الانتشار ونوعية الأعمال عن منافساتها AWS التابعة لأمازون، أو خدمات مايكروسوفت لسحابية في سوق المؤسسات.
الاستحواذ على الشركة الجديدة سيقدم خدمة تحليل كل جزء من البيانات المنتشرة عبر الانترنيت، فشركة غوغل تريد ان تخرج من نطاق الصورة الذهنية المرتبطة بها كخدمة بريد الكتروني، وتصفح الانترنيت عبر غوغل كروم مثلا، ولا تريد ان تبقى شريك إعلاني للنشاطات التجارية التي تحتاجها باقي الشركات حول العالم.
تبلغ نسبة ما تشكله الإيرادات الإعلانية لشركة غوغل 85 بالمائة من اجمالي ما التدفقات النقدية، لذا تجدها تسعى إلى تعزيز موقعها في مجالات أخرى. هذا يعطي علوم وتطبيقات البيانات الضخمة فرصة لاختيارها من قبل غوغل، خاصة ان هذا العمل يعتبر من الصناعات التي تثير الاهتمام على نطاق واسع.
الشركات والمؤسسات الكبيرة ستجد اليوم في خدمات غوغل مجموعة من الحلول لبناء قاعدة بيانات متكاملة، إلا ان الشركة لا تسعى لحصر اعمالها في شريحة الشركات فقط، بل تعمل كذلك لخلق فرصة للأفراد حتى يستفيدوا من البيانات الخاصة بهم، وتستفيد غوغل من ذلك في نفس الوقت أيضًا.
جوجل تستهدف الجميع
حتى لو لم تكن من أصحاب الشركات الكبيرة، ولا تمتلك أي نشاط تجاري حتى الآن، فلا تعتبرك شركة غوغل خارج اللعبة ابدًا، فلهذه الشركة تاريخ طويل من تحويل أكثر الخدمات تعقيدًا إلى خدمات بسيطة مخصصة للأفراد. لذا لا نستبعد أن تقدم الشركة خدمات لوكير “looker” التي استحوذت عليها مؤخرًا لجميع الأفراد أو للشركات الصغيرة والمتوسطة، وهذا يعني انها ستوظف الخصائص والأدوات الأساسية لخدمة الجميع.
نذكر كيف اتاحت شركة غوغل الوصول لأدوات تحليل أداء مواقع الانترنيت بشكل مجاني للجميع، وكيف تساعدك في معرفة الكلمات المفتاحية المطلوبة على محركات البحث، وماهي الميزانية التي تحتاجها لتنفيذ حملة إعلانية مع تقيم وتوقع النتائج المحققة، كل تلك الخدمات ساهمت في انتشار وازدهار الأعمال على نطاق المؤسسات الضخمة، او الصغيرة ومتوسطة الحجم.
استراتيجية غوغل في تحويل الخدمات والأدوات المتاحة للمؤسسات الكبيرة، نحو الافراد والمؤسسات الصغيرة لها تاريخ حافل في كل مكان، لكن هذا التاريخ لا يمكن تصويره بالصورة الوردية الجميلة، لان شركة غوغل لم تدفع مبلغ 2.6 مليار دولار لتطوير المجتمع بالمجان! هذا ما يعيد الحديث عن مشاريع شركة غوغل ومقاصدها الخفية من الوصول لبيانات الجميع في كل مكان.
فالشركة اليوم، تحت مجهر متابعة الجهات القضائية والتشريعية في ظل اتهامات بالاحتكار، وأخرى بانتهاك خصوصية المستخدمين عبر الاستفادة من بياناتهم لتحقيق إيرادات ومكاسب مالية ضخمة.
اتهامات شركة غوغل
يعتبر تتبع المستخدمين ومراقبة سلوكهم مع جميع البيانات الخاصة بهم، انتهاكًا واضحًا للخصوصية خاصة إذا ما علمنا ان الشركة تستطيع معرفة، مكان المستخدم الجغرافي والمواقع الإلكترونية التي يزورها، وما الذي يستهويه وما الذي يشتريه، وماهي مواصفات جهازه الذي يستعمله، لتجد ان شركة غوغل لديها كم هائل من البيانات التي تعتبر كنزًا لا يقدر بثمن.
ولا يمكن بأي حال من الأحوال ان يكون احتمال استعمال هذه البيانات بصورة غير شرعية ولا أخلاقية يساوي الصفر، وهذا بالضبط ما يدفع الجميع للشك في نوايا الشركة. مؤخرًا نشر تقرير متخصص في تعقب المستخدمين تقريرًا مفصلًا عن الأساليب التي تنتهجها غوغل لجمع المعلومات عن المستخدمين، وكيف تراقبهم؟ ما استدعى رد من الشركة نشرته في بيان صحفي ذكرت فيه أن جميع نشاطاتها تخضع لضوابط صارمة، وهي تضع حماية خصوصية المستخدمين في قمة أولوياتها، ثم ذكرت ان عمليات جمع البيانات تكون لأغراض تحسين جودة الخدمة المقدمة.
واليوم تشتري شركة غوغل وتستحوذ على شركة ناشئة ومتخصصة في معالج كنوز البيانات عن المستخدمين، فهل يمكنك القول انها دفعت كل تلك المليارات بغرض تقديم الخدمات مجانًا للجميع؟! البعض قد يقول هذا فما رأيك أنت؟
ما مدى فائدة هذا المنشور؟
انقر على نجمة لتقييمها!
متوسط تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0
لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.