تستمر دبي في بناء ما يسمى بمتحف المستقبل، وهو عبارة عن حاضنة للابتكارات والتصاميم المستقبلية، ويبدو المبنى حالياً على شكل عين بارزة بجانب الأبراج الإماراتية العالية على طريق الشيخ الزايد أكبر طريق سريع في دبي، ويحاط المبنى بالستانلس ستيل ويزين بالخط العربي، وقد ربح تصميمه عدة جوائز خاصة من خلال الصدفة الخارجية ذات التصميم الانسيابي وذات العناصر المتراكبة بشكل دقيق.
وكان قد تم اتخاذ القرار بتأسيس المتحف وفقاً لمبادرة لمؤسسة دبي للمستقبل في عام 2015، وكان من المفترض أن يفتتح المتحف هذه السنة لكن تم تأجيل الافتتاح إلى السنة القادمة، ومن الأهداف له أن يكون مكان اكتشاف التيارات والفرص المستقبلية.
وكانت مؤسسة دبي للمستقبل قد تعاقدت مع شركة بام الدولية لإنشاء المبنى بعد أن اثبتت الشركة قدرتها على تقديم الحلول المناسبة لنباء المباني المعقدة باستخدام نمذجة معلومات البناء والنماذج ثلاثة الأبعاد، وقد أعلن مؤخراً عن أن الهيكل الأساسي للمبنى قد اكتمل، وكان شون كيلا رئيس الهندسة المعمارية في المتحف قد عبر بأن المتطلبات التقنية في المتحف جعلته من أكثر المشاريع الحالية طموحاً.
معارض سابقة في متحف دبي للمستقبل
و من أهداف هذه المتحف أن يكون قاعدة لاكتشاف التحديات والتقنيات التي سيكون لها تأثير كبير في المستقبل، ومن ضمنها تلك المتعلقة بالتغير المناخي والاكتشافات الطبية والأمن الغذائي، وعلى الرغم من تأخر الافتتاح وكون المتحف تحت الإنشاء فقد تم تنظيم عدة معارض في المنطقة في السنوات الماضية، كما لا زالت هناك برامج لتسريع تطوير الأفكار الإبداعية المفيدة في معظم المجالات.
ففي عام 2015، ركز المتحف على اسقاطات “المدن الذكية” وشملت التجربة منطقة لاختبار الواقع المعزز Augmented reality بالأبعاد الثلاثة وبناء البنية التحتية باستخدام الهياكل والروبوتات ذاتية القيادة، بالإضافة إلى محاكاة بانورامية لسطح كوكب المريخ.
وفي عام 2016، ركز المتحف على الروبوتات الآلية والذكاء الصناعي، بما في ذلك القدرة الخارقة للحواسيب المستقبلية وإمكاناتها المتطورة التي تشمل تحسين طرق مكافحة الجريمة والتخطيط المهني وغيرها، وفي السنة التي بعدها استعرض المتحف انجازات الذكاء الصنعي التي شملت كتابة الأغاني ورسم اللوحات وتفسير الصور وحتى الحكم على الأمور واتخاذ القرار، وفي العام الحالي ركز المعرض على قدرة التكنولوجيا على تعزيز قدرات الإنسان.
استراتيجية مؤسسة دبي للمستقبل
ويأتي إنشاء هذا المركز ضمن استراتيجية للشيخ زايد مدير مؤسسة دبي للمستقبل تبغي لأن تصبح دبي محطة مركزية للابتكار واختبار التكنولوجيات الصاعدة، ومن المشاريع الأخرى للمؤسسة مجلس لتقنية سلسلة الكتل (البلوك تشين)، ووسائل المواصلات ذاتية القيادة، ومشروع لإعادة بناء قوس بالميرا.
وتحدث المدير التنفيذي عن المركز قائلاً بأنه سيكون نموذجاً للاستدامة حيث أنه قد حصل على رخصة ليد (LEED) وتعني القيادية في الطاقة والتصميم البيئي، حيث أن المبنى سيحصل على الكهرباء من الطاقة الشمسية وسيكون فيه محطات شحن للسيارات الكهربائية.
وسيركز المتحف على عالمنا ما بعد اليوم الحاضر حيث أنه سيتعرض للحديث عن الحياة حول الكرة الأرضية وعن الاستجابة للتحديات التي ستواجه النظام البيئي، وعن تطوير سبل الصحة والرفاه للبشر.
المتحف سيكون محورياً لمعرض دبي اكسبو 2020
ومن الضروروي لحكومة دبي أن تنهي تنفيذ هذا المتحف قبل انطاقة معرض دبي اكسبو 2020 العالمي في السنة القادمة، ومن المتوقع أن يصبح هذا المتحف رمزاً ومحط اهتمام من قبل متابعي العلوم المستقبلية.
