جدول المحتويات
Toggleمازالت تفاعلات انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي الإيراني الذي حدث عام 2015 تتسارع بصورة قوية، خاصة بعد فرض الولايات المتحدة الأمريكية مجموعة من العقوبات الاقتصادية على البلد المثقل بالمشاكل الداخلية المعيشية والاقتصاد المنهار.
فقد شكلت العقوبات الأمريكية الأخيرة والتي استهدفت صادرات إيران من النفط الخام ورقة ضغط جديدة، اضافت تعقيدًا من نوع خاص للأزمة بين الجانب الأمريكي والإيراني، كما ساهمت في خنق الأوضاع المعيشية المتردية أصلا، تلك الأوضاع كانت السبب في نزول الآلاف إلى الشوارع في مظاهرات عمت البلاد في العام السابق.
لكن حركة الاحتجاجات تلك قمعت بقسوة قبل أن تتدهور الأوضاع أكثر، خاصة أن الجمهورية الإسلامية متورطة بشدة في المشهد الإقليمي السيء في سوريا والعراق ولبنان وأخيرًا في اليمن. إن لم تكن سببًا مباشرًا له بحسب الإدارة الأمريكية.
لقد ساهم تردد الإدارة الأمريكية السابقة، في عهد باراك أوباما في تشكل المشهد الذي نشاهده اليوم، خاصة بعد أن أهملت الإدارة، أو ربما تعمدت، أن تسمح للإيرانيين بالتوسع في المناطق العربية التي شهدت ثورات شعبية هددت نفوذ إيران خاصة في سوريا.
اما اليوم فيقدم الرئيس دونالد ترامب استراتيجية جديدة، تعتبر انقلابًا على ارث سلفه، غايتها القصوى تقليم أظافر إيران ومنعها من الاستحواذ على المنطقة العربية، ثم إيقاف تغولها أمام انحسار المشروع القومي العربي الجامع.
لذا تحاول الولايات المتحدة الأمريكية حرمان إيران من عوائد ثروتها النفطية، التي تستعملها في تمويل عملياتها التوسعية، حيث تنتج البلاد 3.8 مليون برميل من النفط يوميًا، وتشكل هذه الكمية الضخمة ما يعادل 60 بالمائة من الميزانية الإيرانية اليوم.
هل تتسبب العقوبات الأمريكية على إيران بحرب الخليج الثالثة؟
أدرجت الولايات المتحدة الأمريكية قوات الحرس الثوري على قائمة الإرهاب قبل بضعة أسابيع، ثم أعلنت عن وقف الإعفاءات لمستوردي النفط الإيراني، وهو ما استدعى تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز الذي تمر من خلاله 30 بالمائة من امدادات النفط العالمية.
وعلى الرغم من تراجع إيران سريًعا عن تهديداتها؟، على ضوء التحرك الأمريكي العسكري الكبير والحشود الضخمة في منطقة الخليج العربي، إلا أن إمكانيات المواجهة واحتمالاتها ماتزال عالية.
التهديدات الإيرانية لم تقتصر على المضيق، بل طالت أيضًا التواجد الأمريكي في المنطقة والبنية التحتية للنفط الخليجي، وهو ما يمكن اعتباره خرقًا خطيرًا لأمن الطاقة العالمي، يستوجب ردًا حاسمًا.
لكن الاستراتيجية الأمريكية الجديدة، لم تقتصر كذلك على تصنيف الحرس الثوري، وهو تنظيم عسكري حكومي عابر للحدود يتبع إيديولوجيا دينية متطرفة، لكنه شمل في نفس الوقت تشديد الخناق على ميليشيا “حزب الله” الإرهابية التي تعتبر ذراع إيران في لبنان.
هذه الميليشيا كان لها دور فعال إلى جانب ميليشيات شيعية أخرى مدعومة من إيران في قمع انتفاضة الشعب السوري على حكم الرئيس السوري بشار الأسد، الحليف الأبرز للجمهورية الإسلامية في إيران، والذي ينتمي للأقلية العلوية الحاكمة لسوريا منذ 49 عامًا.
الردود الإيرانية غير المباشرة كانت عبر حديث حسن نصر الله زعيم الميليشيا اللبنانية والذي قال “إن الحرب النفسية على إيران والعقوبات لن تنفع، وان حزبه (حزب الله) أصبح يملك قدرات صاروخية متقدمة بفضل مساعدة الجمهورية الإسلامية في إيران” وكانت تلك إشارة تهديد للجار الجنوبي، إسرائيل التي تعتبر حليف أمريكي منذ عقود.
لكن أبرز التهديدات وأوضحها كانت على لسان قيس الخزعلي الذي يدير ميليشيا “عصائب أهل الحق” والتي تعمل بتوجيه إيراني مباشر في العراق، حينها قال الخزعلي ان مقاتليه سيهاجمون القاعدة الأمريكية في التنف على الحدود العراقية –السورية.
ورد وزير الخارجية الأمريكية يومها على التهديد، عندما وصل على جناح السرعة لبغداد ونقل رسالة حاسمة للإيرانيين عبر الجانب العراقي قال فيها، إن الولايات المتحدة الامريكية ستهاجم قواعد الحرس الثوري الإيراني بصورة مباشرة إن نفذ مقاتلو “عصائب أهل الحق” تهديداتهم بمهاجمة التنف.
الحشود الأمريكية في الخليج وأسعار النفط
حركت الولايات المتحدة الأمريكية حاملة الطائرات “أبراهام لنكولن” نحو الخليج العربي لتدخل في نطاق عمليات الاسطول الخامس الأمريكي، وزودت قواتها في القواعد الأمريكية بقاذفات استراتيجية من نوع “بي 52″ وضعت في قاعدة العديد القطرية والظفرة الإماراتية
وأعلن وزير الدفاع الأمريكية باتريك شانون عن إرسال سفينة ” يو أس أس أرلنغتون” إلى منطقة الخليج العربي لتنضم إلى القطع البحيرة الأمريكية المنتشرة هناك، حيث تحمل هذه السفينة عربات برمائية وطائرات مروحية وعربات لنقل جنود البحرية الأمريكية، المارينز.
كما نشرت الولايات المتحدة الأمريكية شبكة من بطاريات صواريخ باتريوت الاعتراضية للدفاع الجوي واستكملت الاستعدادات للتدخل الفوري عند الضرورة.
التحركات العسكرية هذه ضغطت على أسواق النفط، حيث على الرغم من بيانات المخزونات الامريكية الإيجابية إلا أن السوق ما يزال يستشعر الخطر في الخليج، وهو ما ساهم في بقاء الأسعار عند أعلى المستويات.
فعقب الحظر الأمريكي المفروض على إيران وخروج 3.8 مليون برميل من النفط خارج العرض العالمي بدأت أسعار النفط الخام بالارتفاع، وساهمت الأزمة في فنزويلا وتراجع الانتاج كذلك في زيادة الضغط على الأسواق.
في وقت سابق تعهدت الولايات المتحدة الأمريكية بالمحافظة على استقرار الأسواق رغم حظر استيراد النفط الإيراني، وقالت إن دولًا مثل الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، ستقوم بزيادة الإنتاج وتعويض النقص الحاصل.
إلا أن خبراء النفط يقولون إن مواصفات النفط الإيراني الثقيل مختلفة عما قد تقدمه البلدان العربية. كما ان اندلاع حرب في المنطقة قد يقطع النفط البديل كذلك.
ما مدى فائدة هذا المنشور؟
انقر على نجمة لتقييمها!
متوسط تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0
لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.