تتباين توقعات المؤسسات المالية العالمية حول اتجاه سعر النفط مع اقتراب عام 2019، وخاصة في ظل انتظار تطبيق العقوبات على إيران من قبل الولايات المتحدة في شهر نوفمبر المقبل، وذلك بعد قرار الرئيس ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي معها، ومن البديهي أن خروج العرض الإيراني من السوق والبالغ 2.4 برميل يومياً سيؤدي إلى ضغط باتجاه ارتفاع أسعار النفط، ولكن لا زالت الظروف الأخرى المحيطة بسوق النفط غير واضحة.
وتوقع بنك أميركا أنه في حال حصول سيناريو خروج العرض الإيراني من السوق بأكمله، وهو سيناريو مستبعد، فإن ذلك سيأخذ أسعار النفط إلى مستويات تقارب 120 دولار للبرميل في عام 2019، ولا يرى المحللون أن هذا سيحدث، بل يتوقعون خروج نسبة معينة فقط من النفط الإيراني من السوق قد تصل إلى الربع، حيث أن الاتفاق النووي مع إيران وقعت عليه 6 دول من ضمنها أميركا وليس أميركا وحدها، وهناك رغبة من الصين وروسيا بالحفاظ على هذا الاتفاق وعلاقتها مع إيران.
نتائج العقوبات على إيران قد تختلف هذه المرة
وقد تغيرت الظروف منذ المرة السابقة التي تم فيها فرض عقوبات على إيران، حيث أن العرض الليبي والعرض الفنزويلي كانا موجودين في السوق حينها، بالإضافة إلى تنقيب أميركا بشكل واسع للحصول على النفط الصخري، كما لم يكن الطلب قوياً آنذاك، وبالتالي لم يؤدي استبعاد عرض الإيران البالغ حينها 1.2 برميل يومياً إلى صدمات في أسعار النفط.
سعي أميركا لتخفيض أسعار النفط
ولا ترغب أميركا حالياً بحصول المزيد من الارتفاع في أسعار النفط، نظراً لأن ذلك سيزيد تكاليف المدخلات في الاقتصاد بشكل كبير، وتسعى أميركا مع حلفائها وأهمها السعودية إلى رفع الإنتاج وبالتالي كبح حركة السعر الصعودية، وكانت أوبك ودول أخرى منتجة للنفط قد اتفقت على رفع إنتاج النفط بمقدار مليون برميل يومياً في الشهر الماضي، وضغط ترامب على السعودية لزيادة إنتاجها للنفط بمقدار مليوني برميل يومياً ووافقت السعودية على ذلك، حسب تصريح ترامب على تويتر.
سحب كبير في مخزونات السعودية
وبرغم موافقة السعودية إلا أنه قد يكون من الصعب عليها زيادة الإنتاج بهذا القدر حيث مخزوناتها ستتعرض لسحب كبير في حال قامت بذلك، خاصة وأنه حتى عندما كانت السعودية تنتج كميات أقل عند أعلى مستوياتها منذ عام 1970 عند 10.6 مليون برميل، فإن ذلك كان يؤدي لسحب كبير في مخزوناتها، وإن رفع الإنتاج الآن لفوق 11 مليون برميل يومياً سوف يؤدي لمزيد من السحب.
صعوبة تخفيض أسعار النفط ضمن الظروف الحالية
وبرغم الضغط نحو زيادة الإنتاج فإن تخفيض سعر برميل النفط كما تسعى الولايات المتحدة سوف يكون صعباً نتيجة هبوط إنتاج النفط في فنزويلا تدريجياً، حيث هبط مؤخراً بمقدار 200 ألف برميل يومياً، وكان إنتاج فنزويلا قد هبط من ذروته عند 3 مليون برميل يومياً في عام 1997 إلى 1.584 برميل يومياً في عام 2018، كما تراجع عدد منصات الحفر.
سعر برميل النفط اليوم
ولا زالت مستويات النفط تتداول اليوم عند مستوى 74 دولار لبرميل النفط الخام وسعر 77 دولار لبرميل نفط البرنت.
توقعات غولدمان ساكس وجي بي مورغان
وكان بنك غولدمان ساكس قد توقع مسبقاً ارتفاع سعر برميل النفط إلى ما يقارب مستويات 80 دولار للبرميل الواحد أو فوقها في وقت سابق هذا العام، خاصة بعد تصريحات ترامب بأن سعر النفط هو موضوع بشكل اصطناعي.
أما جي بي مورغان فلا تتوقع ارتفاعاً كبيراً في أسعار النفط نتيجة عدم وصول مستويات النمو الاقتصادي في أميركا وأوروبا وأميركا اللاتينية إلى التوقعات والضعف في أساسيات العرض والطلب للنفط، وتقول الشركة بأن حدوث ارتفاع في أسعار النفط في هذه السنة نتيجة تراجع العرض من بعض الدول هو ممكن إلا أنه سيكون قصير الأمد وأن الأسعار في النهاية ستهبط من مستوياتها الحالية في عام 2019.
