السعودية, الكويت, وأخيرا قطر, ثلاث محطات حطَّ فيها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ضمن جولته الخليجية لبحث الأزمة بين الدوحة والدول العربية المقاطعة لها و على رأسها السعودية والإمارات والبحرين ومصر.
عقد الرئيس التركي مع خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز في قصر السلام بجدة، جلسة مباحثات، قبل أن يتوجه أردوغان إلى الكويت حيث أنهى مباحثاته مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، التي بدأت بمجرد وصوله متوجها إلى محطته الخليجية الأخيرة، قطر، وقد استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اردوغان، لدى وصوله إلى المطار في “زيارة عمل”، وفقا لوكالة الأنباء القطرية التي لم تعط تفاصيل عن برنامج الزيارة.
وبما أن تركيا حليف مقرب من قطر وتربطها علاقة جيدة بالسعودية. فقد استأنف الرئيس التركي جولة يقوم فيها حسب تصريحاته بوساطة في الازمة الخليجية. انطلاقا من السعودية التي تمثل رأس الحربة, مرورا بالكويت التي تؤدي دور الوساطة في الأزمة, وصولا إلى قطر سعيا منه حسب تصريحاته إلى حل الأزمة بين قطر والسعودية والامارات والبحرين ومصر.
وقد قطعت هذه الدول علاقاتها بقطر في 5 حزيران 2017 ، وفرضت عليها عقوبات اقتصادية على خلفية اتهامها بدعم الارهاب والتقارب مع إيران.
وأشارت تقارير إعلامية تركية الى أن تركيا بحكم مكانتها المتميزة بين مجموعة الدول الإسلامية وثقلها على الساحة الدولية وعلاقاتها الطيبة مع جميع الدول الخليجية “مؤهلة للقيام بدور مؤثر” في إطار المساعي الجارية لحلحلة الأزمة الخليجية ووضعها على بداية الطريق الذي يفضي إلى التسوية والحل.
أردوغان يرغب في التوسط بأزمة قطر
بينما استذكرت التغطيات الإخبارية العالمية لهذه الجولة أن ما كرره أردوغان من رغبته في التوسط بأزمة قطر، لن يقدم شيئًا جديدًا على أزمة تبدو الآن مغلقة، و أغلب الظن أن جولته ستزيد تعقيد الأزمة وإطالة أمد حلّها.
ورأت صحيفة “ستراتفور” الاستخبارية الأمريكية في جولة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخليجية ، محاولة “يائسة” لتصحيح أخطاء “النزق الشخصي” الذي جعله يصطف إلى جانب قطر حيث وضع أجندته الشخصية والعقائدية قبل مصالح بلاد. ولذلك، فإنه سيحاول الآن أن يقلص حجم الخسارة التي وقعت على تركيا ويحاول أن “ينزل عن الشجرة التي صعد إليها في بداية الأزمة” مع دول خليجية أخرى أمضى وقتًا طويلاً في التقرّب منها ومحاولة شراء رضاها السياسي والاستثماري.
و كان أردوغان واضحًا في خطابه باسطنبول بأنه سيسعى لضمان إدامة الاستثمارات الخليجية في تركيا، ووجه أردوغان دعوته للمستثمرين في دول الخليج للاستثمار في بلاده، وقال “إن تركيا تريد الرفاه والسلام والأمن لكافة شعوب المنطقة”. إذ يبدو أنقرة تذكرت أن انحيازها الاستعراضي لقطر سيكلفها الكثير على المستويات التجارية، فضلاً عن تصنيفها كدولة إرهابية في مرحلة لاحقة قد لا تكون بعيدة.
وكانت تركيا قد أججت نار الأزمة الخليجية بعد أن قدمت لقطر دعما لوجستيا كبيرا من خلال توفير الصادرات الغذائية لها، إلى جانب إقرار اتفاقية عسكرية تتيح لها نشر قوات على الأراضي القطرية، سبق أن وصلت منها ست دفعات بالفعل. كما سبق للدوحة أن سرّبت ما قالت إنها شروط قدمتها الدول المشاركة في مقاطعتها تتضمن إغلاق القاعدة العسكرية التركية.
بينما اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن الإمكانية الوحيدة لإغلاق القاعدة التركية في قطر هي أن يأتي طلب من الدوحة بهذا الخصوص، غير ذلك لن تقوم أنقرة أبدا بسحب قواتها من قطر، وفق ما صرّح به في حوار له مع قناة “فرانس 24”
وقد عرض أمير قطر حوارا مشروطا على بلدان المحاصرة، لكنه رفض الخضوع لمطالبها، لا سيما إغلاق القاعدة العسكرية التركية وقناة “الجزيرة” الفضائية وتقليص علاقاتها بإيران.
ما مدى فائدة هذا المنشور؟
انقر على نجمة لتقييمها!
متوسط تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0
لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.