جدول المحتويات
Toggle
تراجعت أسعار المؤشر الصناعي الأميركي داو جونز خلال هذا الأسبوع، بأكبر انحدار له في التاريخ، حيث انخفضت الأسعار حوالي 1600 نقطة خلال جلسة واحدة، لينهيها بانخفاض آخر صادم، أطلق عليه بعض المحللون “يوم الثلاثاء الأسود”، استعادة للذكرى الأليمة عام 2008 التي أعلنت انفجار الأزمة المالية العالمية حينها.
مؤشر داو جونز مباشر
ولا تعد هذه المرة الأولى التي يصدمنا فيها المؤشر الاقتصادي الأقدم في أمريكا، إذ عانى داو جونز على مدار السنوات منذ إنشائه عام 1896، من انحدارات تاريخية، إلا أنّ انحداره الأخير كان الأشد منذ أكثر من 120 عاماً، تاركاً آثاراً على شكل خسائر قُدّرت بحوالي 1.25 ترليون دولار، مع انخفاض قيمة سوق الأوراق المالية الأميركية إلى حوالي 29 ترليون دولاراً.
ورغم كل هذه البيانات الصادمة، إلا أنّ المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، أوضحت في بيان خاص أنّ الإدارة الأميركية تنظر بعين مطمئنة إلى الوضع الاقتصادي الأميركي، وغير قلقة من انحدار مؤشر داو جونز المفاجئ، مشيرة إلى أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان حريصاً منذ بدء فترته الرئاسية على أسس الاقتصاد العميقة والتي لم ولن تتأثر بمثل هذه الأحداث.
كيف تعرف ما هو مؤشر داو جونز؟
يمكنك تقدير أهمية مؤشر داو جونز – dow jones index – عندما تعرف أنّه يحتوي على أكبر 30 شركة صناعية في الولايات المتحدة، وهو فعلياً أهم وثاني أقدم المؤشرات الصناعية في أمريكا، وواحد من المؤشرات التي تعطي صورة دقيقة عن الوضع العام في البلاد، وفي كثير من الأحيان تنعكس عليه الكثير من الأحداث ليس فقط الاقتصادية، بل والسياسية والطبيعية أيضاً.
وقد تعرض المؤشر على مدار سنوات عمله، لخضّات عديدة متأثراً بالأحداث المحيطة عالمياً ومحلياً، إذ خسر المؤشر حوالي 50% من قيمته في العام 1929 مع أزمة الركود الاقتصادي في البلاد والتي استمرت 4 أعوام، ومن ثم فقد مؤقتاً نسبة 22% من قيمته في العام 1987، ليرتفع بعدها إلى مستواه الطبيعي، إلى أن عاد للانخفاض المفاجئ كنتيجة للفوضى التي عمت البلاد في العام 2001 إثر أحداث الحادي عشر من أيلول.
وحالياً يضم المؤشر 30 أكبر شركة صناعية في الولايات المتحدة الأميركية (dow jones companies)، ومنها شركة بوينغ، كوكا كولا، سيتي غروب، مجموعة جنرال ، سيسكو سيستمز، إتش بي، إنتل، جونسون أند جونسون، ماكدونلدز، مايكروسوفت، فايزر، والت ديزني وغيرها العديد من الشركات ذات الأهمية الكبرى والحاسمة في الاقتصاد الأميركي.
أسباب انهيار مؤشر داو جونز
كما ذكرنا سابقاً، فهذا الانحدار المفاجئ في قيمة المؤشر الاقتصادي الصناعي الأميركي، ليس الأول من نوعه، ورغم الخسائر الكبرى التي سببها هذا الهبوط، إلا أنّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدت متماسكة وذات معنويات مستقرة في مواجهة هذه المحنة التي أقلقت المستثمرين المحليين والعالميين على حدٍّ سواء.
لكن الانحدار المفاجئ بقيمة المؤشر، عاد وتلاه فعلياً تعافٍ ضئيل، إذ أغلق داو جونز على ارتفاع وبشكل مشابه كان إغلاق مؤشري ناسداك وأس أند بي.
وفي البحث عن أسباب هذا الانخفاض المفاجئ، فقد أجمعت آراء العاملين في تحليل الداو جونز، على أنّ الأسباب تعود إلى الأسبوع الماضي، حيث اجتاحت السوق عمليات البيع الضخمة على خلفية نشر الولايات المتحدة لتقارير أشارت إلى نمو أكبر من المتوقع في مستوى الأجور، إلى جانب تحولات اقتصادية أخرى في البلاد، من ضمنها قانون خفض الضرائب وتراجع قيمة الدولار وتذبذب العمليات التجارية، الأمر الذي سيقود برأي المحللين إلى نمو التضخّم بشكل أسرع تالياً في حال تحالف عدد من الظروف الأخرى معاً إلى جانب هذه البيانات.
وتؤدي هذه المخاوف جميعاً إلى قلق من إمكانية تحرّك بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي نحو إقرار رفع معدلات الفائدة على القروض، لمواجهة هذا التضخم الاقتصادي المتوقع، الأمر الذي سيقود إلى أزمة مالية على غرار التي حدثت قبل حوالي عشر سنوات فقط، عندما فجّر بنك براذرز ليمان مفاجأة كابوسية بإعلان إفلاسه، حلّ بعده أزمة مالية كبرى تسببت بخسائر ضخمة على المستوى الأميركي والعالمي.
ماذا بعد الانخفاض الحاد لمؤشر داو جونز؟
لقد وصلت نتائج الانخفاض التاريخي الذي شهده المؤشر الأميركي، إلى قطاعات صناعية مثل قطاعات النفط والغاز الطبيعي وقطاع التكنولوجيا. وشهد المؤشر إغلاقاً على انخفاض بنسبة 0.08% في يوم الأربعاء 7 فبراير، وسجلت شركة أبل أداءً ضعيفاً في نهاية تعاملات الأربعاء بانخفاض حتى 2.14% ما يُقدر بـ3.49 نقطة. فيما سجل سهم مايكروسوفت انخفاضاً بمقدار 1.88% بقيمة 1.7 نقطة. ولم تسلم مجموعة إكسون موبايل من هذه الانحدارات هي الأخرى، فقد أغلق سهمها على هبوط 1.80% بقيمة 1.41 نقطة أيضاً.
لكن بالمقابل فقد سجلت عدة شركات أخرى ضمن المؤشر، نتائج إيجابية وأداءً رائداً، مثل سهم شركة بوينغ، سهم وول مارت ستورز وسهم يونايتد تكنولوجيز.
ورغم أن التذبذب في قيمة داو جونز الذي انتهى إلى ارتفاع مرة جديدة يوم الأربعاء، إلا الأسهم الآسيوية قد تأثرت بهذه الانخفاضات، دون إشارة لعودة التعافي يوم الأربعاء، إذ تراجعت قيمة مؤشر نيكي الياباني وقيمة مؤشر هانغ سانغ في هونغ كونغ، وإلى جانبهما مؤشر كوسبي الكوري الجنوبي.
وكان مؤشر إس أند بي/ إيه إس إكس الأسترالي قد سجل ارتفاعاً بنسبة 0.8% يوم الأربعاء، فيما ارتفع مؤشر ناسداك أيضاً 2.1%، وإس أند بي 500 بنسبة 1.7%.
ما مدى فائدة هذا المنشور؟
انقر على نجمة لتقييمها!
متوسط تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0
لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.