جدول المحتويات
Toggleفي ارتفاع تاريخي له، وصل مؤشر ستاندرد أند بورز 500، أحد المؤشرات الرئيسية التي تقيس أداء البورصة الأمريكية، إلى أعلى مستوى له في تاريخه عند 2878 نقطة تقريباً وذلك قبل نهاية شهر يناير 2018 بعدة أيام، إلا أن هذا المستوى كان القمة للمؤشر حتى الآن في عام 2018 وعاد المؤشر ليهبط بعدها في انخفاض حاد وصل فيه إلى مستوى 2528 نقطة خلال فترة ثمانية أيام فقط.
انخفاض مؤشر ستاندرد أند بورز 500 ((SP500 في الشهر الأول من العام
مسح هذا الانخفاض مسيرة شهور من التقدم في المؤشر وترافق هذا أيضاً مع هبوط مشابه في مؤشر داو جونز الصناعي الأمريكي و ارتفاع في مؤشر الفيكس VIX الذي يقيس التقلب في الأسواق المالية، وهو ما أشار إلى انخفاض حاد في إقبال المستثمرين على المخاطرة وابتعادهم عن الأصول المالية ذات المخاطرة المرتفعة كالأسهم.
بقي مؤشر ستاندرد أند بورز في حالة تقلب بعدها، إلا أنه وجد دعماً عند مستوى 2585 نقطة تقريباً، حيث حاول المؤشر اختراق هذا المستوى عدة مرات ولم ينجح، وفي المرة الأخيرة ارتد المؤشر عن هذا المستوى ليرتفع بشكل ملحوظ، إلا أنه لم يصل إلى مستوياته العليا السابقة.
بعد ارتداد المؤشر عن مستويات الدعم، يبدو أن المؤشر يعاود صعوده، وقد يكون هذا الصعود قصير الأمد، وهو أمر شائع الحصول عند حصول التصحيحات السوقية.
ليس من الواضح إلى الآن إذا ما كان المؤشر قد غير اتجاهه من الاتجاه الصاعد إلى الاتجاه الهابط، إلا أنه من الواضح أن المؤشر قد دخل في حالة تصحيح لقيمته، وقد يتفاوت هذا التصحيح في نوعه، فقد يكون تصحيحاً عميقاً أو معقداً أو بسيطاً أو ضحلاً.
الاتجاهات المستقبلية المحتملة لمؤشر ستاندرد أند بورز 500
وفي حال عاد المؤشر للهبوط وانخفض عن مستوى الدعم وهبط إلى أدنى من 2528 فإن هذا يفتح المجال أمام مستوى الدعم التالي عند مستوى فيبوناتشي (23.6%)عند 2354 نقطة، وهو سيناريو ممكن حيث أن المؤشر قد شهد تصحيحاً وصل إلى مستويات فيبوناتشي 23.6% في بداية عام 2015، وعاد بعدها المؤشر ليكمل اتجاهه الصعودي.
خصائص مؤشر ستاندرد أند بورز 500
ويتميز المؤشر بأنه يعطي الشركات كبيرة الحجم ثقلاً أكبر حيث تأتي الشركات الكبرى مثل آبل ومايكروسوفت وأمازون وفيس بوك وجي بي مورغان تشيس وبيركشير هاثاوي واكسون موبيل وجونسون أند جونسون وألفابت في مقدمة القائمة ولها الوزن الأكبر في المؤشر حيث تشكل معاً ما يزيد عن 15 بالمئة منه، وبالتالي فإن المؤشر ذو حساسية عالية لأي تغيرات في أسعار أسهم هذه الشركات، ويتأثر بشكل هامشي فقط بالتغيرات التي تحصل في الشركات ذات الحجم الصغير.
وعلى الرغم من هذا فإن تصحيحاً مشابهاً حصل في مؤشر ستاندر أند بورز الآخر الذي يعطي ثقلاً متساوياً لكافة الشركات، كما حصل تصحيح مشابه أيضاً في ناسداك، وهذا يشير إلى تراجع معنويات المستثمرين وتراجع إقبالهم على الأسهم بشكل عام.
ويأتي هذا التصحيح في المؤشر في وقت يشهد فيه الاقتصاد الأمريكي نمواً مستقراً عند مستويات 2.3% ومستويات بطالة متدنية بشكل قياسي عند 3.9 بالمئة، وهو أدنى مستوى منذ ما يزيد عن عشر سنوات.
الأسواق المالية عادة ما تسبق التغيرات الاقتصادية
ويعتبر بعض المحللين أن أسواق الأسهم هي أحد المؤشرات الرئيسية الرائدة التي تتنباً بالتغيرات الاقتصادية في المستقبل، فإذا ما ارتفعت أسواق الأسهم فإنها تشير إلى توقع نمو إيرادات الشركات وحدوث نمو اقتصادي في المستقبل، أما إذا انخفضت أسواق الأسهم فإن هذا يشير إلى توقع إيرادات ضعيفة للشركات وتوقع حدوث تباطؤ في النمو الاقتصادي، ومع هذا فإن الاعتماد على أسواق الأسهم له محاذيره فكثيراً ما تكون تقديرات المستثمرين غير دقيقة وقد لا تصح دائماً التوقعات المبنية على الأسواق المالية، ولهذا فإنه على الرغم من أن هبوط مؤشر ستاندرد أند بورز يشير إلى اقتراب حدوث ضعف اقتصادي، فإنه لا يمكن الجزم بهذا التنبؤ بشكل تام.
ما مدى فائدة هذا المنشور؟
انقر على نجمة لتقييمها!
متوسط تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0
لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.