جدول المحتويات
Toggleفي انتكاسة تاريخية غير مسبوقة هوى الجنيه الإسترليني بشكل مفاجئ في سوق تداول العملات، حيث فقد أكثر من 6% من قيمته الجمعة الماضية خلال دقيقتين فقط، قبل أن يعاود الارتداد ويُعوض جزءاً من خسائره في مساء نفس اليوم.
وقد تسبب هذا الهبوط بحالة من الرعب والهلع في أسواق العملات امتدت الى محلات صرافة العملات في أسواق أوروبا وشعر بها المتعاملون العاديون بصورة مباشرة.
وذلك بسبب خوف التجار والصرافين من أن يواصل الجنيه رحلة هبوطه، ورغبة منهم بتجنب المخاطرة باقتنائه، فإن الصرافين في لندن يحجمون عن بيع اليورو والدولار، ومن يبيع منهم فإنه يبيع كميات قليلة بأسعار مرتفعة، وهو الأمر ذاته الذي يقوم به الصرافون في باريس وبروكسل وبرلين ومدن أخرى، حيث يخشون شراء كميات كبيرة من الاسترليني فتتكدس لديهم وتتحول الى خسائر، وفي الوقت ذاته فانهم يشترون الاسترليني بأسعار متدنية جداً وبهوامش ربح عالية، وأكدت جريدة “اندبندنت” البريطانية في تقرير لها أن محلات الصرافة في المطارات البريطانية أصبحت تدفع مقابل كل جنيه إسترليني 88 سنتاً فقط، أي أن الجنيه أقل من اليورو بكثير، وهو مستوى لم يسبق أن بلغه الإسترليني من قبل.
انخفض الجنيه الاسترليني مقابل اليورو
وقد سبق أن انخفض الجنيه الاسترليني مقابل اليورو بنسبة حوالي 1 في المئة في التعاملات صباح الاثنين الفارط لتصل قيمته إلى 1.4433 يورو، كما ظلت قيمته أقل بقرابة 1 في المئة مقابل الدولار. وبلغت قيمته في مرحلة ما 1.2818 دولار، وهذه أقل قيمة له منذ 6 يوليو/تموز الماضي حين سجلت قيمته 1.2797 دولار.
ووصف أحد المحللين الماليين أداء عملة الجنيه بأنها “بدت وكأنها عملة دولة من الدول الناشئة اقتصاديا”. كما توقع محللون آخرون أن الجنيه الإسترليني يمكن أن يواصل تراجعه، إلا أنهم قللوا من شأن المخاوف من حدة التراجع المفاجئ الذي شهده الأسبوع الماضي.
وقدهبط الجنيه الاسترليني إلى أدنى مستوى لها أمام اليورو خلال الأعوام الثلاثة الماضية بشكل ملحوظ، ووصلت نسبة الخسائر التي تكبدها الإسترليني منذ تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الاوروبي وحتى الآن 19% مقابل اليورو وهو تراجع لم تشهده العملة منذ عام 1985 أي منذ ما قبل قيام منطقة اليورو وظهور العملة الأوروبية الموحدة.
مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي
وذلك بعد أن أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية “تيريزا ماي” عن موعد بدء مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي. وقالت ماي إن عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد بدأت رسميا بنهاية مارس/ آذار 2017. بعد أن يصوت البرلمان على تفعيل “المادة 50” التي تبدأ بموجبها العملية الرسمية لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ويعني ذلك احتمال خروج بريطانيا تماما من الاتحاد بحلول منتصف عام 2019. وكان هذا الإعلان بمثابة خسف يقع تحت أقدام الجنيه الإسترليني حيث جذب أسعاره نحو الهاوية, وقال كونر كامبل، المحلل المالي لدى شركة “سبريدكس” البريطانية، إن إعلان ماي “كان خبرا سيئا للجنيه بصورة غير مفاجئة”.
وما زاد الطين بلة أنه تم تسريب وثيقة أشار إليها المتعاملون الماليون، تحذر من أن الخروج من السوق الأوروبية الموحدة يمكن أن يكلف الخزينة البريطانية أكثر من 66 مليار جنيه إسترليني سنويا، وقالوا إنها من بين الأسباب التي أدت إلى تراجع الجنيه الإسترليني.
و الداعي للسخرية أن آلاف العائلات في بريطانيا أو مايقارب 2.4 مليون بريطاني يستعدون للسفر الى وجهات أوروبية مختلفة خلال عطلة نهاية العام الدراسي التي بدأت نهاية الأسبوع الماضي قد أصيبوا بالصدمة، بعد أن تبين لها أن جنيها إسترلينيا واحدا لم يعد قادراً على شراء يورو واحد، وذلك بعد الهبوط الحاد الذي مني به الجنيه في بداية تداولات الجمعة. مما يؤدي إلى ارتفاع كبير وملموس في تكاليف العطلات في المدن الأوروبية التي يقصدها البريطانيون.
ما مدى فائدة هذا المنشور؟
انقر على نجمة لتقييمها!
متوسط تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0
لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.