جدول المحتويات
Toggleدائما ما تكون الأحداث والتطورات السياسية المحيطة بإستثمارات وأموال المستثمرين في الأسواق المالية العالمية هي البوصلة الرئيسية لإتجهاتهم سواء للشراء أو للبيع.
وهو ما نراه في التدخل الأمريكي الأخير بضرب مطار عسكري يتبع الحكومة السورية، وكذلك إعلان كيم جونغ أون رئيس كوريا الشمالية للصحفيين بأنه يملك مفاجأة من العيار الثقيل بالإضافة لإعطاءه تعليمات بإخلاء العاصمة بيونج يانج، وتحريك القوات الأمريكية لواحد من أهم الأساطيل المقاتلة لها بالقرب من سواحل كوريا الشمالية، وحشد الصين لأكثر من 150,000 جندي على حدودها تحسبا لأي رد من القوات الأمريكية على تجارب بيونج يانج النووية. كل هذه التطورات في الأسبوع الأخير كان لها عظيم الآثر على الأسواق المالية والإقتصادية.
الصراعات الجيوسياسية الجارية
تحتل التطورات السورية الإهتمام الأول لكل مستثمر في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي بشكل خاص، والتأثير ليس على المستثمرين المحليين فقط بل يطال كل الطوائف الإستثمارية العالمية.
إذ أن الصراع السوري يتميز بكونه صراع بين الأطراف المعنية ووكلائها بمعنى أن الحكومة السورية طرف أساسي دائما ما يجد وكيلا عنه يساعده في الصراع وأحيانا يتولى عنه زمام الأمور، ففي البدء كانت إيران وحزب الله وبعض الميليشيات العراقية ثم تدخلت روسيا واحدة من أكبر القوى العسكرية في العالم. وأيضا كان للمعارضة السورية وكلاء منذ البداية وتنوعت أشكال الدعم من دعم عسكري أرضي كتنظيم داعش وتنظيم القاعدة أو في صورة دعم لوجيستي من العديد من الدول الغربية، وبعض الدول الخليجية وتركيا. وحاليا يظهر جانب في الصورة وهو الولايات المتحدة الأمريكية التي إذا قررت التدخل المباشر في الصراع فستكون صاحبة كلمة حاسمة في الصراع السوري.
ما هي الأصول ذات المخاطر العالية؟
يمكن تصنيف المخاطر إلى مخاطر منتظمة ومخاطر غير منتظمة. المخاطر المنتظمة والتي تتميز بالخطورة العالية وهي محور حديثنا هي التي لا يمكن التخلص منها بالتنويع ويصعب على المستثمر التخلص منها أو تخفيضها بالتنويع في المحفظة المالية، ومن أمثلتها الإستثمارات ذات الخطورة العالية مثل شركات إنتاج المعدات، شركات المقاولات، شركات الإسكان، الشركات ذات
المبيعات الموسمية كشركات الطيران مثلا، وأخيرا من أهم الأصول ذات الخطورة العالية هي السندات الحكومية طويلة الأجل. فهذا النوع من الإستثمار يتعرض لمخاطر عديدة وكبيرة مثل أنه عرضة لعوامل التضخم، السداد العاجل للديون في حالات الصراع والحروب مثل الوضع الراهن الذي نتناوله، مخاطر السيولة، ومخاطر إستدعاء السند الحكومي أو تغير سعر الفائدة. كل هذه العوامل التي تم ذكرها تعتبر عوامل عدم أمان لأي مستثمر وخصوصا في حالات الصراع أو توقع نشوب حروب أو توترات تحيط بالإستثمار.
تأثير الصراعات السياسية والعسكرية الجارية علي أداء المستثمرين
في الفترة الأخيرة ونتيجة للتطورات على الأراضي السورية وكذلك التدخل الصريح الأمريكي الذي جاء ردا على الإشتباه في استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيماوية، أصبح هناك صراع بشكل غير مباشر بين اثنتين من القوى العظمى في العالم: أمريكا وروسيا متمثلا في دعم الروس للحكومة السورية والدعم الأمركيي لبعض فصائل المعارضة، كل هذا الصراع وما ينذر به من عواقب أدى إلى تولد شعور المستثمرين بعدم الأمان على أموالهم وخوفهم على إستثماراتهم في الأصول ذات المخاطر العالية والتي ستكون في مهب الريح في حالة نشوب أي صراع جديد أو تطور مفاجئ لأي صراع حالي.
فالأصول ذات المخاطر العالية صعب التخلص منها في الظروف العادية ناهيك عن الظروف غير العادية. لذا لجأ العديد من المستثمرين للبيع والإتجاه إلى الأصول الأقل خطورة أو يمكن وصفها بأنها الأصول ذات المخاطر غير المنتظمة والتي ترتبط بشكل كبير بأداء الشركة نفسها وبظروفها الداخلية وميزان العرض والطلب بالأسواق مثل شركات السلع الغذائية والأدوية والتي يكون التنوع في أدائها ومحفظتها المالية في كثير من الأحيان طوق نجاه لخروجها من أزماتها
ما مدى فائدة هذا المنشور؟
انقر على نجمة لتقييمها!
متوسط تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0
لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.