جدول المحتويات
Toggleأعلنت وزارة النفط الفرنسية بأن شركة النفط والغاز متعددة الجنسيات المعروفة باسم -توتال Total – سوف تقوم بتوقيع عقد اتفاق في نهاية شهر سبتمبر القادم تبلغ قيمته مليارات الدولارات، من أجل تطوير أكبر حقل للغاز الإيراني البحري، وتعد هذه الصفقة هي الأكبر من نوعها بالنسبة لإيران منذ رفع العقوبات عنها في العام المنصرم.
كما يٌعد هذا العقد الذي تبلغ مدته عشرون عامًا، هو أول عقد بترول إيراني (إيبك/IPC) ويستند هذا العقد إلى عدد من الشروط الفنية والتجارية، التي كانت قد تم الاتفاق عليها بشكلٍ أوليٍ بين كل من شركة توتال وإيران في 8 نوفمبر من عام 2016م، وحصلت بموجبه شركة توتال على حصة قدرها 50.1 في المئة في مشروع بلغت قيمته 4.8 مليار دولار أي ما يقدّر ب4.2 مليار يورو.
وسوف تمتلك شركة البترول الوطنية الصينية (CNPC) 30 في المائة من المشروع، بينما تمتلك شركة بيتروبارس Petropars الإيرانية؛ وهي شركة تابعة مملوكة بالكامل لشركة النفط الوطنية الإيرانية (نيوك) 19.9 في المائة. وستضخ الشركة في البداية مليار دولار للمرحلة الأولى من المشروع الذي سوف يستمر لحواليّ عشرون عامًا.
وكان من المقرر في البداية التوقيع على العقد في أوائل عام 2017م، ولكن الرئيس التنفيذي باتريك بويان كان قد صرّح في فبراير المنصرم، بأنه سوف تنتظر الشركات المعنية بالاتفاقية حتى يتضح ما إذا كانت الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب قد فرضت عقوبات على إيران.
جدير بالذكر أيضا، أن الرئيس ترامب كان قد توعّد خلال حملته بتمزيق الاتفاق التاريخي بين كل من إيران وست قوى عالمية أخرى، دخلت حيز التنفيذ في يناير من العام 2016م، ثم تم تخفيف العقوبات مقابل فرض قيود على البرنامج النووي لطهران. واتخذت إدارة ترامب تعاملاً عسيرًا تجاه إيران وفرضت عليها عقوبات جديدة بشأن برنامجها المتعلق بالصواريخ البالستية والأنشطة العسكرية في المنطقة.
ولكن، حافظ البيت الأبيض في النهاية على الاتفاق النووي، وواصل التنازل عن العقوبات التي كان قد تم فرضها من قبل تجاه إيران، وذلك كل بضعة أشهر كما هو مطلوب بموجب الاتفاق المٌبرم. واستمرت المداولات حواليّ تسعون يومًا بشأن التمسك بالاتفاق النووي، إلا أنه اتضح أن أي تحرك أو تعامل يستهدف التخلي عنه سوف يقابله معارضة متشددة من الدول الموقّعة على الاتفاقية مثل، بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، والصين، وروسيا.
شركة توتال Total
هي شركة فرنسية متعددة الجنسيات تعمل في مجال النفط والغاز، وتُعد واحدة من سبع شركات “كبرى” بمجال النفط على مستوى العالم. وتٌغطي أعمال الشركة سلسلة النفط والغاز بأكملها، بدءً من عمليات التنقيب عن النفط الخام، والغاز الطبيعي وإنتاجه وحتى الوصول إلى مرحلة توليد الطاقة، والنقل، والتكرير، وتسويق المنتجات النفطية، والنفط الخام، وتجارة المنتجات الدولية.
كما تمتلك شركة توتال Total أيضًا مصنعًا لإنتاج المواد الكيميائية على نطاق واسع. وإجمالاً تٌعد شركة Total، مشاركًا رئيسًا في مجال إنتاج الطاقة الشمسية مع شركتيّ صن باور SunPower و توتال سولار Total Solar. ويقع المقر الرئيس لشركة توتال Total في منطقة لاديفنز في كوربفوي، غرب باريس. وتعد الشركة منافسًا قويًا في سوق الأسهم الأوروربية يوروستوكس50 Euro Stoxx 50)).
العودة إلى إيران
توقيع اتفاقية العودة لشركة توتال Total في دولة إيران، التي تحظى بامتلاك ثاني أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي، ورابع أكبر احتياطي من النفط على مستوى العالم.
وقد تم الاتفاق المبدئيّ مع شركة Total، بالقيام بتطوير المرحلتين الثانية والثالثة لئبر جنوب بارس South Pars في حقبة التسعينات، إلا أنها كانت قد انسحبت من إيران فعليًا في عام 2012م، عند انضمام فرنسا إلى شركاء الاتحاد الأوروبي من أجل فرض عقوبات على إيران، والذي يشمل حظر النفط.
وحرص المسؤولون الإيرانيون على اجتذاب الاستثمار ورفع الوعيّ في الغرب من أجل تحسين البنية التحتية للطاقة التي كانت قد أٌهملت تمامًا. فحدث أن تم توقيع اتفاقيات مبدئية في ديسمبر مع شركة شل SHELL وشركة غازبروم الروسية GAZPROM لتطوير مشاريع النفط والغاز داخل إيران. ولم تكن هذه الصفقات دون جدال في إيران، حيث أشار المحافظون الإيرانيون إلى استغلال الشركات الأجنبية في أوائل القرن العشرين من قبل، والتي لا تزال موضوعا حساسًا للغاية.
وهذا ما دفعهم إلى انتقاد هذه الخطوة بمنح العطاءات للشركات الأجنبية العام الماضي، مما اضطر وزارة النفط الإيرانية إلى القول بأن التكتلات المحلية -بما في ذلك التكتلات التي يسيطر عليها الحرس الثوري- سيسمح لها بالتنافس مع الشركات الأجنبية.
وسوف تتكلف المرحلة الأولى من المشروع الجديد الذي يستغرق عشرون عامًا في بئر جنوب بارس South Pars حواليّ 2 بليون دولار، ويتكون هذا البئر الضخم من ثلاثون بئرًا، ومن المتوقع أن يضخ هذا الموقع في النهاية ما يقدّر بحواليّ 50.9 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا إلى الشبكة الوطنية الإيرانية.
وقال باتريك بويان لوكالة فرانس برس عقب توقيع الاتفاقية الأولي في 8 نوفمبر الماضي “نحن أول رائد غربي في العودة إلى إيران ونحن سعداء جدًا”. وقال المتحدث باسم وزارة النفط الفرنسية لوكالة فرانس برس أن “الاتفاق الدولي لتطوير المرحلة 11 من بئر جنوب بارس South Pars سوف يتم إبرامه يوم الاثنين في حضور وزارة النفط ومديرين شركتيّ توتال Total، والشركة الصينية CNPC، وشركة بيتروبارس الإيرانية Petropars “.
ما مدى فائدة هذا المنشور؟
انقر على نجمة لتقييمها!
متوسط تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0
لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.