أسبوع الموضة العربي الذي يقام في الرياض، لن يكون فقط مجرد حدث عالمي، لكنه سوف يكون محركًا لقطاع الموضة لأنه يقود قطاعات اقتصادية أخرى كبرى في المملكة العربية السعودية ضمن السعي لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.
المجتمع السعودي اليوم أصبح أكثر انفتاحًا على صيحات الموضة، وأصبح لكل شخص ذوقه الخاص. ومن خلال جولة سريعة في شوارع الرياض سوف ترى ذلك بكل وضوح. لكن هذا المجال لا زال أمامه الكثير للمزيد من التقدم والازدهار بسبب نقص الأساسيات وقلة الخبرة والوفرة وعدم وجود عدد كبير من العارضين والعارضات.
ما حدث في المملكة العربية السعودية من إزالة التقيد على اللباس الواحد للنساء والرجال، ساهم في ظهور في عروض للموضة والأزياء في الشوارع في المدن الكبرى. وكان الشيء الجميل والمثير للانتباه في هذا الاتجاه الجديد للملابس في شوراع المملكة هو الدمج بين أحدث ما توصلت إليه العلامات التجارية العالمية وبين الحفاظ على روح الثقافة الشرقية عمومًا والسعودية خصوصًا.
حملة التغييرات هذه والتي طرأت على السعودية في السنوات القليلة الماضية، دفعت الكثير من الرجال والشباب المهتمين بعالم الأزياء إلى دخول هذا المجال سواءً بشكل مستقل أو من خلال بعض وكالات ودور الأزياء التي بدأت بالظهور في المملكة.
هذا ما أكد عليه عارض الأزياء السعودي الشاب “عبدالله علي” والذي يبلغ من العمر 30 سنة. عاد إلى المملكة العربية السعودية بعد أن أكمل دراسته في الخارج. وبدأ منذ حوالي 4 سنوات بالعمل في مجال الموضة وصيحات الملابس.
تصوير:
@24.FEVER
بدأ أولًا بإطلاق موقعه الخاص، ويعمل دائمًا عبر صفحات السوشيال ميديا بسبب أهمية هذا النوع من التسويق في زيادة المعرفة بهذا النوع من الأعمال، خاصةً مع عدم وجود وكالات لبيوت أو عروض الأزياء داخل المملكة العربية السعودية، وحتى إن وجدت فإن عدد قليل جدًا.
بالنسبة إلى العارضين تعتبر حتى الوكالات الموجودة غير كافية لهم لإيجاد الفرص التي يبحثون عنها في هذا المجال، لإن هذا النوع من الوكالات لا يسمح لك بالعمل مع وكالات أخرى أو بالعمل بشكل مستقل بمجرد توقيع عقدك معهم.
حتى أن الشركات التي ترغب بتوظيف عارض الأزياء، تفضل التواصل معخ بشكل مباشر دون أن يكون له وكالة متعاقدة معه.
“بالنسبة لي كان من الصعب علي اتخاذ قراري بالعمل مع إحدى الوكالات القليلة الموجودة في السعودية، لكن قررت القيام بذلك لإن هدفي هو دعم مجال الموضة في المملكة وحتى أساعد في شهرة هذه الوكالة بالسعودية.”
حتى وقت قريب كان العمل في الموضة وعروض الأزياء حكرًا على النساء فقط. حتى أن الدراسات المتعلقة بهذا المجال أو الإعلانات التي يتم فيها إصدار علامات تجارية جديدة، تستخدم النساء فقط في أعمالها. باختصار لا تزال حصة النساء بالعمل في هذا القطاع أكثر من حصة الرجال بحوالي 4 مرات. وحتى خلال سنوات هذا العمل منذ تأسيسه استخدمت دور الأزياء والموضة للنساء والجنس اللطيف للترويج لمنتجاتها، لذلك تم ربط فكرة الجمال والموضة والأزياء بالنسبة بدرجة كبيرة.
بسبب حداثة هذا النوع من الأعمال في السعودية، واجه الكثير من الرجال المهتمين بدخول عالم الموضة والأزياء، وحتى واجهت دور وشركات الأزياء المحلية تحديات كبيرة من أجل جذب الشباب المهتمين بهذا العمل. السبب في ذلك أساسًا كما ذكرنا سابقًا هو أن التوجه الدائم لقطاع الأزياء كان من نصيب النساء في جميع أنحاء العالم. إلا أن الشباب في السعودية والمهتمين بهذا العمل وجود ضالتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي ساعدتهم في التعرف على كيفية تحقيق هدفهم وإبراز دورهم في إثراء هذا القطاع الجديد للعمل في السعودية.
منذ بضعة أعوام فقط كانت العمل في مجال الموضة مستحيل حتى بالنسبة للفتيات في المملكة العربية السعودية. لكن مع رؤية المملكة 2030 وفي ظل التغيرات المتسارعة التي ظهرت في السعودية، بدأت هذا الحلم المستحيل بالنسبة للكثيرين بالتحقق شيئًا فشيئًا. حيث تم افتتاح مكاتب رسمية متخصصة بالموضوع، وإقامة عروض الأزياء الشهرية والسنوية، ثم تأسيس وإنشاء هيئات متخصصة لمراقبة سير عمل هذا القطاع الجديد.
الآن، قد يتساءل أحدهم..
هل الشهرة والأضواء والمتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هو أمر مثير أو سهل كما يتخيله الكثيرون وهم ينظرون من الخارج؟
الجواب هو لا. بل العكس تمامًا، هذا النوع من الأعمال فيه الكثير من الإرهاق والتعب النفسي والجسدي. تخيل فقط أنك يجب أن تكون مزاج جيد وسعيد طوال اليوم أثناء عملك لإن ذلك سوف ينعكس عليك أثناء جلسات التصوير الطويلة والمتعبة والتي قد تمتد لساعات الليل المتأخرة.
في بعض الأيام قد تضطر للبقاء في وضعية واحدة لأخذ صورة واحدة لساعات طويلة، ولا يجب أن تقوم بأية حركة وإلا سوف تضطر لإعادة كل شيء من جديد. وحتى أثناء ساعات العمل نفسها، يتم تغيير الكثير من حركات الوقوف وتغيير أوقات التصوير ولذلك يجب أن تمتلك الكثير من الهدوء والصبر والمقدرة على العمل تحت ظروف صعبة. باختصار، إذا تكن ملامح وجهك سعيدة ومرتاحة أثناء التصوير، فلن يتم العمل معك ابدًا وسوف يتم استبدالك على الفور.
إذا كيف يمكن التأقلم مع طبيعة هذا العمل المرهقة للجسد والعمل والنفسية؟ بالنسبة لي كان من المهم تعلم طرق كثير للشعور دائمًا بالراحة والهدوء وعدم الإنجراف وراء ضغط العمل اليوم.
أنا مثلًا أشعر بالراحة كثيرًا أمارس التمارين الرياضية التي تساعدني على إزالة التوتر، وفي نفس الوقت لها دور في حفاظي على نمط حياة صحي جسديًا وعقليًا.
ما مدى فائدة هذا المنشور؟
انقر على نجمة لتقييمها!
متوسط تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0
لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.