ازداد إقبال المستهلكين على التسوق عبر الانترنت في الآونة الأخيرة نظراً لسهولته وراحته، ومع هذا الإقبال تنمو مبيعات المتاجر الالكترونية على حساب المتاجر التقليدية ومن المتوقع أن تصل المبيعات عبر الانترنت مع نهاية هذا العام إلى ما يفوق 2.3 تريليون دولار أمريكي، ويتوقع أن تصل هذه المبيعات إلى 4 تريليونات دولار أمريكي في عام 2020، ومع هذا النمو المذهل حققت الشركات التي تقدم خدمات التسوق عبر الانترنت مثل ebay و craigslist و Amazon نمواً مذهلاً، وأصبح جيف بيزوس المدير التنفيذي لشركة أمازون العملاقة المتخصصة بالبيع بالتجزئة على الانترنت أغنى أغنياء العالم بحسب تصنيفات مجلة فوربس.
مبيعات كبيرة على الانترنت في العديد من البلدان:
وقد أصبح التسوق الالكتروني الطريقة المفضلة للشراء في كل من أوروبا وأمريكا والصين، ووفقاً لبعض الإحصاءات فقد وصلت مبيعات التجزئة الالكترونية إلى مبلغ 394 مليار دولار في أمركيا في عام 2016 أو نسبة 11.7% من المبيعات، ويمثل هذا ارتفاعاً بنسبة 15.6% في المبيعات على الانترنت عن عام 2015.
أما في الصين فقد بلغ حجم المبيعات على الانترنت 26.1 تريليون يوان في عام 2016، مرتفعة بنسبة 19.8% عن العام الذي سبقه، وتمثل المبيعات على الانترنت في الصين نسبة 39.2% من المبيعات العالمية على الانترنت، وتفيد بعض التقريرات بأن هناك ما يزيد عن 731 مليون شخص على الانترنت في الصين، أو ما نسبته 53.2% من السكان، و نسبة 63.8% من هؤلاء يتسوقون على الانترنت، مما يشير إلى أفق النمو الواسعة التي لا زالت متاحة في هذا البلد.
وهناك عوامل عديدة تؤدي مجتمعة إلى زيادة المبيعات على الانترنت، ومنها المناسبات الخاصة مثل يوم الجمعة الأسود في الولايات المتحدة، والذي يأتي بعد عيد الشكر بيوم واحد، وقد تجاوزت قيمة المبيعات خلال هذا اليوم لوحده 3 مليارات دولار، ونظراً لنجاحه فقد انتقلت التجربة إلى العديد من البلدان الأخرى مثل المملكة المتحدة وهولندا وجنوب أفريقيا ورومانيا وغيرها,
بالاضافه اللى ذلك اصبحت اليوم امكانية فتح اي مشروع من البيت متاخ ويمكنك الاستثمارات بمبلغ بسيط في المملكة العربية السعودية
الآثار السلبية على المتاجر التقليدية
وقد أظهرت دراسة أجريت على العديد من المتاجر و استمرت لفترة ثلاث سنوات، أظهرت بأن الجزء الأعظم من هذه المتاجر تعاني من الآثار السلبية لللتوجه نحو التجارة الالكترونية، ومن هذه الآثار تقلص دورة المبيعات وانعدام النمو فيها تقريباً، وانخفاض الهامش الربحي، واضطرار أصحاب المتاجر إلى تقديم الحسومات لتحفيز المبيعات، مع طلب المزيد من الزبائن لهذه الحسومات، وفشلهم في تنويع معروضتهم من البضائع بالمقارنة مع المتاجر الالكترونية، واضطراراهم لتقديم خدمات ما بعد البيع للتشجيع على الشراء، و زيادة الانفاق على الإعلانات، وغيرها من الآثار السلبية.
و يميل المستهلكون اليوم إلى استعراض البضائع الموجودة في المحلات التجارية ومن ثم اللجوء إلى الانترنت لشرائها من هناك مما يقلص أحجام المبيعات في المحلات التجارية، و قد أدى هذه الاتجاه فعلاً إلى إعلان العديد من الشركات عن إفلاسها، حيث شهدت سنة 2017 أرقاماً قياسية من إعلانات الإفلاس من قبل أصحاب المحلات التجارية، ومنها علامات تجارية معروفة مثل “تويز آر أص” و”فيتامين وورلد” و”ألفريد أنجلو”، وغيرها.
ضرورة التكيف مع التغيرات الحالية في سوق التجزئة
إن التغيرات الحالية في سوق التجزئة تتطلب من أصحاب محلات التجزئة الاستجابة السريعة والفعالة لها، على الرغم من أن موجة التغيير لا زالت في بداية صعودها، حيث أن مبيعات التجزئة على الانترنت لا زالت نسبتها 6.6% فقط من مبيعات التجزئة الكلية حول العالم، والتي تبلغ 24 تريليون دولار.
وتتطلب سوق التجزئة الجديدة من أصحاب المتاجر أن يتفهموا حاجات الزبائن الذين يبحثون عن الرضاء السريع وعن القيام بمشترياتهم بسرعة، كما تتطلب منهم أن يعيدوا تقييم كافة العمليات والأمور اللوجستية وأنشطة التوزيع والأنشطة الإدارية وسلاسل التوريد وتطويرها لرفع مستوى الأداء واللحاق بالتغيرات الجديدة و التكيف معها.
قد يهمك ايضا:
