معطيات هامة تقدمها تقارير أرباح الشركة للمستثمرين فماهي؟

يهتم المستثمرون عادةً بالنتائج، وينظرون إلى تقارير أرباح الشركة على أنها المرآة التي تعكس مستوى الصحة المالية، فانعدام الأرباح يعتبر مؤشر مسبق ذو دلالة على نهاية المحفظة الاستثمارية.

والسؤال الذي يطرح نفسه، كيف يمكنك كمستثمر تحديد ما إذا كان سعر سهم الشركة يعكس قيمته بدقة ويستحق حصتك المالية إذا لم تتمكن من تحديد قيمة السهم؟، لحسن الحظ ، يمكن أن تساعدك العديد من الموارد في تقييم الأسهم وأكثرها بدائية هي مجموعة من الأرقام الهامة التي يجب أن تضعها في اعتبارك قبل استشارة الوسيط الخاص بك.

لكن انتبه، الاطلاع على تقرير واحد لا يروي القصة الكاملة، على سبيل المثال، قد تمر الشركات الصغيرة بأرباح سلبية نتيجة عملية توسع سريع لتحقيق إمكاناتها الكاملة، وبالتالي، يجب قراءة تقارير أرباح الشركة في السياق المناسب.

قد يتوقع المستثمرون أن تحقق شركة كوكاكولا أرباحاً إيجابية، إلا أن النتائج كانت دون التوقعات، فمن المحتمل أن ينخفض السهم ما لم تفسر الشركة الأسباب الكامنة وراء ما حدث، ومن ناحية أخرى، قد تسجل الشركات الناشئة أرباحاً سلبية على مدى سنوات لكنها لا تزال تتمتع بثقة المستثمرين في السوق.

بصيغة أخرى، إلى جانب الأرباح الفعلية هناك توقع للأرباح، يجوز للشركة الإبلاغ عن أرباح إيجابية فصلية، لكن إذا لم تدخل أرباحها في سياق توقعات وول ستريت، ستتجه الأسهم إلى الهبوط بفعل المستثمرين.

ما هي تقارير أرباح الشركة؟

اتفقنا على أن تقييم المستثمرين للأسهم يتمحور حول أرباح الشركة، وهي ببساطة مقدار الأموال التي حققتها خلال فترة معينة ويتم نشرها غالباً كل ثلاثة أشهر فيما يسمى تقرير الأرباح الفصلية.

وتوضح لك الأرباح أو النمو نحو الأرباح الإيجابية مدى الصحة المالية للشركة، وما إذا كانت توزع أرباحاً أو تنمو من خلال زيادة رأس المال (ارتفاع سعر السهم).

ربحية السهم

المقياس الأساسي للأرباح هو ربحية السهم، ويتم حسابه وفق المعادلة التالية: الأرباح ÷ عدد الأسهم القائمة.

على سبيل المثال، إذا كانت أرباح شركة ما خلال الربع الثالث 12 مليون دولار وتمتلك 8 ملايين سهم معلقة، فسيكون ربحية السهم 1.50 دولار.

والسبب في قيامك بتخفيض الأرباح على أساس كل سهم هو مقارنة شركة بأخرى في كيفية تقسيم الأرباح، هنا قد تبدو أرقام الشركتان اللتان حققت كل منهما أرباحاً بقيمة 12 مليون دولار مشابهة، لكن إذا كان لدى إحدى الشركات 8 ملايين سهم معلقة والأخرى تمتلك 4 ملايين سهم، فإن الأخيرة ستتمتع بميزة ربحية السهم.

ويمكنك استخدام قياس ربحية السهم على فترات زمنية او ثلاثة اتجاهات:

للسنة السابقة وتسمى الأرباح المتراكمة للسهم الواحد

للعام الحالي

للسنة المقبلة تسمى الأرباح الآجلة للسهم الواحد

والشركات التي تفشل في تلبية توقعات الأرباح عادة ما تصدر تقارير عن انخفاض سعر السهم، لكن في حال سجلت الشركة فرق بسيط بين الأرباح المتوقعة والفعلية، فهذا يمثل فرصة شراء ذهبية بالنسبة لك، خاصةً إذا كانت الشركة مربحة بشكل ثابت على مر السنين، بمعنى آخر، التركيز يجب أن يكون على الخطوط الأساسية وليس العناوين.

كيفية فك شيفرة تقارير أرباح الشركة

تتيح تقارير أرباح الشركة للمستثمرين الحاليين والمحتملين تقييم أداءها المالي وتساعدهم على تكوين نظرة دقيقة حول كيفية إدارة الشركة وما إذا كانت تعمل وفق معايير الصحة المالية، ما يضمن استثمار ناجح في عالم الأسهم.

ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن تقارير أرباح الشركة غالباً ما تقدم صورة وردية عن وضعها المالي، ونتيجة لذلك، من المهم معرفة كيفية قراءة تقرير الأرباح وفك تشفيره حتى تتمكن من فهم الواقع الحقيقي للشركة.

وينقسم تقرير الأرباح إلى قسمين، الأول المعلومات المالية ويتضمن البيانات المالية، ومناقشة الإدارة وتحليل الحالة المالية ونتائج العمليات، والافصاحات الكمية والنوعية حول مخاطر السوق، والضوابط والإجراءات.

فيما يضم القسم الثاني معلومات أخرى حول الإجراءات القانونية، وعوامل الخطر، والمبيعات غير المسجلة وغيرها.

وعلى الرغم من أن تقارير أرباح الشركة تحتوي على معلومات مهمة للمستثمر، إلا أن بعض العناصر تعتبر ذات أهمية خاصة بالنسبة للمستثمرين الذين يقومون بتقييم الصحة المالية للشركة التي تم الاستثمار فيها بالفعل أو تمثل استثماراً محتملاً.

ومن هذه العناصر، الإيرادات والدخل والمبيعات وربحية السهم والأرباح قبل الفوائد والضرائب، ورغم أهمية هذه المقاييس الفردية لكن من الضروري مقارنة الأداء الحالي بأداء الفترة السابقة، والسنوات الماضية.

جوهر تقارير أرباح الشركة

أول شيء يجب فعله هو تحديد معدل تغير الإيرادات، ربحية السهم وصافي الدخل، إذا نمت الأرباح بشكل أسرع من المبيعات، فإن هوامش الشركة تتسع، والعكس صحيح إذا نمت المبيعات بشكل أسرع، تقلصت الهوامش.

وإذا نمت ربحية السهم بمعدل أسرع من صافي الدخل، فقد تتعزز ربحية السهم من خلال تخفيض عدد الأسهم، واعتماداً على كيفية تنسيق إصدار الأرباح، يمكنك بسهولة حساب معدلات النمو بنفسك.

دراسة الهوامش

سيبذل الفريق التنفيذي للشركة قصارى جهده لإضفاء الإيجابية على الأرباح، لكن هوامش الربح قد تخبرك بقصة مختلفة.

وعليه يجب معرفة ما إذا كان إجمالي الهوامش (إجمالي الأرباح مقسوماً على الإيرادات) وهوامش التشغيل (أرباح التشغيل مقسومة على الإيرادات) قد ازداد أو انخفض، ثم ابحث في ​​البيان الصحفي لمعرفة سبب تغير الهوامش سواء كان ضغوط تنافسية أو تغيير في مزيج المنتج أو بعض العوامل الأخرى مثل ارتفاع تكاليف المواد الخام.

تسجيل الملاحظات

سيساعدك الاحتفاظ بسجل أداء الشركة في تحديد الاتجاهات أثناء تطورها، وهذه الملاحظات لا يجب أن تكون في صيغة رسمية، أو حتى جمل كاملة، وإنما دونها بطريقة يمكنك فهمها والرجوع إليها بسرعة.

أخيراً، قد تتطلب منك هذه الأمور الكثير من الجهد والوقت لكنها تساعدك على معرفة ما يجري مع الشركة وتحديد ما إذا كان السهم لا يزال يتطابق مع أسباب شرائك.