لم يكن تطبيق ضريبة القيمة المضافة في الإمارات العربية (من ضمن بلدان أخرى في الخليج العربي) بلا آثار سلبية على الاقتصاد، حيث انعكس ذلك بشكل ملحوظ على الطلب على المجوهرات الذهبية في الربع الأول من العام الحالي، حيث طبقت الضريبة في بداية يناير، وتبع ذلك هبوطاً في الطلب على الحلي الذهبية بنسبة تتراوح بين 50 و 60 بالمئة وذلك بالمقارنة مع نفس الفترة في السنة الماضية.
الذهب في الإمارات
وبحسب تقديرات مجلس الذهب الدولي فإن الطلب على الذهب في الإمارات قد هبط إلى أعلى مستوياته في 20 عاماً في العام الماضي، ويأتي هذا الانخفاض برغم الارتفاع البسيط في الطلب الذي حصل في الشهر الأخير ديسمبر من السنة الماضية، وهذا الانخفاض لم يكن في الإمارات العربية فقط وإنما حصل بشكل عام في دول مجلس التعاون الخليجي، ويقول أحد المحللين المختصين بالسلع في بنك إن بي دي NBD في الإمارات بأن أحد العوامل الرئيسية وراء هذا الانخفاض هو الهبوط في أسعار النفط حيث أن هناك علاقة طردية بين أسعار النفط والطلب على الذهب، أما تطبيق ضريبة القيمة المضافة فهو عامل آخر أدى إلى هبوط الطلب على الذهب على المدى القصير.
وأضاف المجلس الدولي للذهب في تقريره أن الطلب على الذهب في الإمارات هبط في السنوات الماضية تبعاً لارتفاع تكاليف المعيشة وهبوط العائدات من السياحة، وبالإضافة إلى العوامل المذكورة فإن ارتفاع معدل الفائدة في الاقتصاد يخفض الطلب على الذهب حيث تصبح الاستثمارات الأخرى أكثر جاذبية.
ضريبة القيمة المضافة أحد العوامل وراء هبوط الطلب على المجوهرات الذهبية
وإن توقع تطبيق ضريبة القيمة المضافة دفع الناس إلى استغلال الفرصة وشراء الذهب في العام الماضي قبل تطبيقها بشكل فعلي، لتفادي النفقات الإضافية، أما على الأمد الطويل فإن الطلب على الذهب في الإمارات استمر في الهبوط لفترة أربع سنوات متتالية منذ عام 2013 حيث أن الطلب في عام 2017 هبط بنسبة 2 بالمئة عن العام الذي قبله من 43.4 طن إلى 42.8 طن، أما خلال الفترة بأكملها فقد هبط معدل الطلب الاستهلاكي على الذهب للشخص الواحد في الإمارات من 8.7 غرامات في عام 2013 إلى 4.8 غرام في عام 2017، وكانت أسعار النفط عالمياً قد هبطت من 108.7 دولار للبرميل إلى 54.75 دولار في ذات الفترة، وبالمجمل فإن الطلب في الإمارات لم يتعافى بعد الأزمة المالية العالمية.
ومعظم مبيعات الإمارات من الذهب تذهب إلى صاغة أجانب، خاصة وأن البلد يقطنه نسبة كبيرة من المغتربين من بلاد أخرى، وقال شاندو سيرويا نائب رئيس مجلس إدارة جمعية صناعة الذهب باسم مجموعة دبي للذهب والمجوهرات بأن ضريبة القيمة المضافة تؤدي إلى تباطئ الحركة في الأسواق حيث أن المبيعات انخفضت وسيستغرق الأمر وقتاً قبل أن يعرف الناس أنهم يستطيعون استعادة قيمة الضريبة عند مغادرتهم للبلاد، وأن دبي ليست سوقاً استهلاكية وإنما مركز توزيع عالمي.
الطلب على الذهب في أنحاء العالم
وهبط الطلب على الذهب في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام في سنة 2017 بنسبة 1 في المئة من 193 طن إلى 190.7 طن، أما الكويت وإيران فقد كانتا الدولتان الوحيدتان اللتان ارتفع فيهما الطلب على الذهب خلال الفترة الماضية.
أما عالمياً، فقد نما الطلب على المعدن الأصفر بنسبة 4 في المئة إلى مستوى 2135.5 طن نتيجة ارتفاع الطلب في كل من الصين والهند وأمريكا، وهو أول نمو منذ فترة أربع سنوات.
