جدول المحتويات
Toggleخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو الحدث الأهم الذي تترقبه الأسواق المالية في هذه الفترة، فبعد التأجيل المستمر لأكثر من مرة بسبب الفشل في الاتفاق على صيغة خروج، أعطى الاتحاد الأوروبي مهلة نهائية وتمديد أخير يستحق تاريخه مع نهاية 31 تشرين الأول من هذا العام.
وكان من المقرر أن تغادر المملكة المتحدة يوم 29 آذار 2019، بعد عامين من بدء عملية الخروج عن طريق الاحتكام للمادة 50 من معاهدة لشبونة للاتحاد الأوروبي. إلا أن اتفاقية الانسحاب التي تم التوصل إليها بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة تم رفضها لثلاثة مرات من قبل نواب المملكة المتحدة.
ومن المقرر أن تغادر المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي في الساعة 23:00 بتوقيت جرينتش في 31 أكتوبر 2019. أما إذا صادقت المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي على اتفاقية الانسحاب قبل ذلك، فستغادر المملكة المتحدة في اليوم الأول من الشهر التالي للاتفاق.
وفي الطرف المقابل، قد يؤدي عدم التوصل للاتفاق بين الطرفين إلى قطع المملكة المتحدة جميع العلاقات مع الاتحاد الأوروبي بأثر فوري، بدون فترة انتقالية ولا ضمانات لحقوق المواطنين في الإقامة، وهو ما تخشاه بريطانيا كي لا يتسبب ذلك في اضطراب كبير للشركات على المدى القصير.
عدم اليقين هو أسوأ عدو للمتداول في الأسواق المالية، حيث تضم تلك الأسواق مستثمرين يتطلعون إلى جني الأرباح، وعادة يكون لهؤلاء أثر في تحديد قيمة الأصل أو الأداة المالية، خاصة عند ظهور حالة من الاجماع بينهم حول مستقبل سوق ما، الأمر الذي يتسبب في تحديد اتجاه الحركة بغض النظر عن تأثير الشركات وباقي الأفراد الذين لا يستهدفون المضاربة في نشاطاتهم.
كيف أثر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على أسعار صرف الجنيه الإسترليني؟
ظل الجنيه في انخفاض مستمر منذ أن تم الإعلان عن نتائج الاستفتاء في 23 حزيران 2016، يومها تابع الجنيه الانخفاض الحاد عبر تراجعات مستمرة، ثم وصلت أسعاره إلى مستويات متدنية أمام اليورو تجاوزت 17 بالمائة من الخسائر.
كما انخفض الجنيه على الفور مقابل الدولار الأمريكي والدولار الأسترالي، ومع تراجع أسعار الفائدة بعد الاستفتاء تابع الجنيه الإسترليني انخفاضه ليصل اليوم إلى خسائر قدرت بنحو 22 بالمائة. هذا يعني شيئًا واحدًا، كل من يرغب في بيع الجنيه وتحويله إلى عملات أخرى سيحصل على كمية أقل بكثير، ممن يرغب في شراءه اليوم مقابل باقي العملات.
وازداد ضعف الجنيه الإسترليني بفعل سلسلة من التطورات غير المتوقعة سواءً على المستوى السياسي أو البيانات الاقتصادية، وشكلت المخاوف لدى الشركات الكبرى التي قد تضطر لنقل عملياتها خارج المملكة المتحدة ورقة ضغط جيدة. إلا أن سلوك الجنيه الإسترليني ظل ثابتًا فهو يهبط سريًعا بسبب الصدمات، ثم يبقى بالقرب من القاع لفترة طويلة، قبل أن يعود ليكرر نفس العملية، باستثناء أثر المؤشرات الإيجابية للاقتصاد البريطاني التي سمحت له باستعادة بعض الخسائر.
أما السبب الرئيسي في استمرار الجنيه الإسترليني في ضعفه فيكمن في كمية مراكز البيع على المكشوف التي تضغط على الأسواق حتى اليوم، هذه المراكز (الصفقات) ستحافظ على مستويات متدنية من الأسعار، لكن ما أن يبدأ المتداولون بالاقتناع أن المستويات التي وصل إليها مربحة بشكل كافي، سنجد إغلاق لمراكز كثيرة تخلق طلبًا عظيمًا على شراء الجنيه، مما يدفعه للارتفاع نحو الأعلى.
البريكسيت ومؤشر فوتسي 100
على الرغم من أن العديد من المستثمرين في سوق الأسهم قد نسوا انخفاض مؤشر فوتسي 100 بنسبة تجاوزت 11 بالمائة، وبعض أسهم الشركات ذات رأس المال الكبير بواقع 30٪، إلا أن الأمور قد تسوء أكثر من ذلك إذا لم يتم التوصل إلى صفقة للخروج من الاتحاد الأوروبي، وما يزيد الأمور ضبابية في هذا السياق، هو الحكم الذي قدمته محكمة العدل الأوروبية من أن بريطانيا يمكن لها أن تلغي قرار مغادرة الاتحاد.
الأسواق تكره حالة عدم اليقين، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يبدو أنه قد يتخذ أشكالًا متعددة ومنها إمكانية عدم الخروج، لكن إذا سارت عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بشكل سيئ وتسببت في انهيار في الأسواق مشابه لعام 2008، فإن بيع الأسهم في فوتسي 100 سيكون الخيار الأفضل بالنسبة لك اليوم.
هنالك معيار قد يشكل لك دليل عمل يمنعك من مغادرة مؤشر فوتسي 100، وربما يساهم في اختيار الشركات الأفضل بالنسبة لك، أولًا لا يوجد مشكلة في الاقتصاد العالمي، وبهذا تكون الشركات المتضررة من الخروج محصورة بتلك التي تدير عمليات تجارية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي فقط، أما الشركات العالمية مثل شركة رويال داتش شل (Royal Dutch Shell) وبريتش أمريكان توباكو (British American Tobacco) أو دياجو (Diageo) فهي بعيدة عن التأثر لان الاقتصاد العالمي مازال سليم.
هذا ما دفع الملياردير الأمريكي وارن بافيت، الذي كسب الكثير من الأموال في تداول الأسهم الأمريكية في أعقاب أزمة عام 2008، للقول “هناك قاعدة بسيطة يجب عليك العمل من خلالها، كن خائفًا عندما يكون الجميع جشعًا، وكن جشعًا عندما يكون الآخرون خائفين”.
الجدير بالذكر أن مصطلح بريكسيت (Brexit) كلمة تستخدم كاختصار لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتتألف بالإنكليزية من جزئيين الأول هو كلمة بريطانيا (britain) والثاني كلمة خروج (Exit).
ما مدى فائدة هذا المنشور؟
انقر على نجمة لتقييمها!
متوسط تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0
لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.