جدول المحتويات
Toggleمبادرة الحزام والطريق هي مبادرة كان الرئيس الصيني شي جي بينغ قد اقترحه عام 2013 بتكلفة تتجاوز 5 تريليون دولار أمريكي، وقد أطلقتها الحكومة الصينية، وهي عبارة عن استراتيجية تطوير دولية تسعى للاستثمار وتطوير البنية التحتية والتعاون الدولي في 152 بلدا في كل من إفريقيا وآسيا وأوروبا والشوق الوسط والقارة الأمريكية، وغالبا ما يسمى المشروع بطريق الحرير الاقتصادي والطريق البحري للقرن الواحد والعشرين.
إلى ماذا تشير كلمتا “الحزام” والطريق” في اسم المبادرة؟
وتشير كلمة “الحزام” إلى الطرق البرية والسكك الحديدية ويمر هذا الحزام من خلال الصين عبر منتصف أسيا وصولا لغرب أوروبا بينما تشير كلمة الطريق إلى الممرات البحرية التي تشمل ممرات مائية تمتد من ساحل الصين الشرقي خلال جنوب شرق آسيا وجنوب آسيا وصولا لسواحل إفريقيا الشرقية والبحر الأبيض المتوسط.
ما هي القطاعات التي تغطيها مبادرة الحزام والطريق؟
ومن القطاعات التي تشملها هذه المبادرة قطاع المواصلات والبنية التحتية والاتصالات والطاقة والنفط والغاز والخدمات اللوجستية، وتهدف المبادرة إلى بذل الجهود والسعي الإيجابي لصنع نماذج جديدة للتعاون الدولي والحوكمة العالمية، ويرى البعض أن المشروع هو وسيلة للصين لبسط سيطرتها وتعزيز التجارة العالمية مع الصين ووضع الصين في مركز هذه التجارة، كما يرى البعض الآخر إنها وسيلة لإغراق الدول في ديون تقدمها الصين، ولكن هناك شبه إجماع على أن الصين قد تحولت من دولة تمشي على قواعد غيرها من الدول إلى دولة تضع القواعد بنفسها.
تأسيس منظمات دولية رافدة للمبادرة
وبعد الإعلان عن هذه المبادرة قامت الصين بتسريع تأسيس العديد من المنظمات المالية مثل بنك التنمية الجديد وبنك الاستثمار في البنية التحتية الأسيوي وصندوق طريق الحرير، حيث تملك الصين سيطرة أكبر على هذه المنظمات من المنظمات الغربية النظيرة لها.
التعاون بين الصين والدول العربية
وفي الشرق الأوسط ترى الصين إن المشروع هو وسيلة لتعزيز روابطها مع دول المنطقة، حيث يتم عقد منتدى حول التعاون بين الصين والدول العربية كل سنتين ويحضره وزراء الخارجية من الجامعة العربية ووزير الخارجية الصيني ليتم التخطيط للسنتين المقبلتين، وعقد المنتدى أول مرة في عام 2004 وآخر مرة في العام 2018، حيث تم توقيع ثلاث وثائق مهمة وهي إعلان بيجينغ وخطة العمل لفترة 2018-2020 وإعلان الإجراءات الخاصة بالتعاون بين الصين والدول العربية في إطار مبادرة الحزام والطريق.
وكانت الصين قد وقعت قبلها مذكرات تفاهم غير ملزمة حول مبادرة الحزام والطريق مع تسعة بلدان عربية وهي السعودية وجمهورية السودان والعراق وعمان وقطر والكويت ولبنان ومصر والمغرب، كما تم توقيع وثائق تعاون تتعلق بالطاقة مع خمسة بلدان عربية وهي الإمارات العربية المتحدة والجزائر والسعودية والسودان ومصر، وإضافة إلى ذلك أصبحت خمسة دول عربية أعضاء مؤسسة في بنك الاستثمار في البنية التحتية الآسيوية وهي الإمارات والسعودية والأردن وعمان وقطر.
ومن مشاريع البنية التحتية التي تم تنفيذها على سبيل المثال مشروع الميناء المركزي في الجزائر وسكة 10 رمضان وخط أساسي لنقل الكهرباء في مصر بالإضافة إلى معمل للفيبر غلاس في مصر، وميناء أبو ظبي في الإمارات وميناء تعزيز الصداقة في موريتانيا ومحطة الطاقة الصخرية في الأردن وغيرها، وفي المقابل تسعى البلدان العربية بشكل حثيث لجذب المستثمرين الصينيين.
ديون للدول العربية بقيمة 23 مليار دولار من الصين
تعتبر منطقة الشرق الأوسط منطقة استراتيجية للمشروع حيث إنها تقع في منتصف طرق المشروع البرية والبحرية، وفي عام 2018 تعهدت الصين بإعطاء ما قيمته 23 مليار دولار من القروض لمساعدة الدول العربية لتستخدمها في مشاريع البنية التحتية واعادة الإعمار والمساعدات الإنسانية ودعم الاستقرار الاجتماعي، ونظرا لأهمية المنطقة يعتبر استقرار الشرق الأوسط أمرا محوريا بالنسبة للصين خاصة إذا ما أرادت إن تعزز التشابك مع دول يوراسيا.
الخلاصة
تحقق مبادرة الحزام والطريق أهدافاً متعددة للصين أهمها تغلغلها في سلاسل التوريد العالمية وتأثيرها المتنامي على التجارة الدولية، وتعتبر الدول العربية من أهم شركاء الصين خاصة في ظل الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن تزداد المشاريع ضمن هذه المبادرة بالتعاون مع الدول العربية.
ما مدى فائدة هذا المنشور؟
انقر على نجمة لتقييمها!
متوسط تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0
لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.