جدول المحتويات
Toggleمن المتفق عليه أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليس ذو شعبية كبيرة، سواء ضمن أوساط الأمريكيين أو في أرجاء العالم، وذلك على الرغم من انتخابه، حيث تتعالى الأصوات ضده يومياً في طلب إليه بأن يتنحى عن الرئاسة ويترك البيت الأبيض، ولا يتردد دونالد ترامب بأن يترك تغريدات مثيرة للجدل على حسابه على موقع تويتر بشكل شبه يومي، يهاجم فيها أشخاصاً معينين أو يثني على نفسه وأدائه في منصب الرئاسة ودوره في تحسين الاقتصاد وتوليد الوظائف، ولكن بشكل موضوعي بعيد عن العواطف والتحيز، كيف كان أداء الرئيس ترامب في عامه الأول؟
كيف كان أداء ترامب في السنة الأولى من الرئاسة؟
كان الرئيس الأمريكي قد بدأ فترة رئاسته بتصريحه بأنه سيضع أمريكا في المكان الأول، وسيعطيها الأولوية، وبالفعل فإن فترة رئاسته قد صبغتها هذه السمة حيث انتفعت مصالح الولايات المتحدة في العديد من النواحي، فقط استطاع تحقيق العديد من وعوده للأمريكيين و أهمها زيادة إنتاج أميركا من الطاقة، وإبطاء عملية الاعتراف بكوبا الشيوعية، وحتى طرح إعادة النقاش في اتفاقية النافتا.
توقيع المرسوم الذي يقضي يتخفيض الضرائب ضمن السنة الأولى من رئاسة ترامب
وقع الرئيس ترامب مرسوم الوظائف وتخفيض الضرائب وقد تمت الموافقة عليه من قبل الكونغرس، وبموجب هذا المرسوم تخفض الضرائب على الشركات والبيوت مما سيكون له أثر إيجابي يتضمن التحفيز على الاستثمار والعمل، وبالفعل فقد أعلنت شركة وولمارت الضخمة بعدها عن زيادتها لأجور العمال بمقدار دولار واحد لتشيد بقرارات الرئيس ترامب، وبالإضافة إلى هذا، فإن هذا المرسوم سيشجع الاستثمارات خارج الحدود الأمريكية على العودة والاستثمار داخلها، وبالمجمل فإن القرار له العديد من النتائج الجيدة المتوقعة، وذلك برغم انتقاد حزب الديمقراطيين له.
نسبة البطالة في الاقتصاد
وإن مرسوم تخفيض الضرائب يخفض ضرائب مقدارها 5.5 مليار دولار ، وهو لا يخلو من الآثار السلبية برغم إيجابياته، وتكمن المشكلة في أن هذا أحد نصوص هذا المرسوم يقضي بالإنفاق على تحفيز الاقتصاد، مما سيوسع العجز في الموازنة، كما أن الإنفاق العام على التحفيز يكون له أثر إيجابي في حالة الركود، وليس في حالة تكون فيها نسبة البطالة في الاقتصاد منخفضة بشكل كبير كما هي الحال في أمريكا الآن، وبالتالي فإن الإنفاق على تحفيز الاقتصاد مع مستويات البطالة الحالية قد يؤدي إلى ضغوط تضخمية و رفع أسعار الأصول القابلة لتشرب هذا التضخم.
التخلي عن العديد من التشريعات الموضوعة منذ عهد الرؤساء القدامى خلال رئاسة ترامب
مع نهاية العام الحالي، استطاع الرئيس ترامب أن يبطل 81 عنصراً باقياً من عهد الرئيس السابق أوباما، وأهمها برنامج الرعاية الصحية الذي وضعه أوباما والذي يسمى أوباما كير ويقتضي أن يقوم المواطنون الأمريكيون بالحصول على تأمين صحي أو دفع ضريبة، ولا زال الرئيس ترامب يسعى لإبطاله إلى الآن.
ولكن على الرغم من هذا، وعلى الرغم من إدعاءات ترامب عن أن برنامج أوباما كير على وشك الانفجار فقد سجل ما يزيد عن 8.8 مليون شخص رغبتهم بالانضمام إلى البرنامج والحصول على التأمين الصحي وفق مرسوم الرعاية الصحية بأسعار معقولة، مما يشير إلى حاجة الناس لبرامج مثل هذه.
قرار الرئيس ترامب بالخروج من اتفاقية باريس للتغيير المناخي
أعلن الرئيس ترامب في النصف الأول من العام السابق 2017 عن خروج أمريكا من اتفاقية باريس للتغيير المناخي، مما من شأنه أن يضعف الجهود العالمية لمواجهة الاحتباس الحراري، وكان المبرر هو أن الاتفاقية تمثل تهديداً لاقتصاد أمريكا وسيادتها.
وقال الرئيس ترامب بأن المشروع الذي تم الاتفاق عليه في 2015 يفرض معايير بيئية مجحفة بحق الأعمال و العمال الأمريكيين، وهذا على الرغم من أن الاتفاقية كان قد وقع عليها 195 بلداً، ومن المفترض أن يكون لخروج أمريكا من هذه الاتفاقىة أثراً كبيراً خاصة وأن الولايات المتحدة هي ثاني أكبر ملوث في العالم.
وبرغم الانسحاب من الاتفاقية أكد ترامب لزعماء كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا أن أمريكا لا زالت ملتزمة بحماية البيئة، دون توضيح حول طرق القيام بذلك، وكان هناك ردود أفعال على هذا القرار من العديد من مدراء الأعمال المعروفين مثل إيلون موسك مدير شركة تيسلا وجيفري ايملت من جنرال ايلكتريك، و سي لويد بلانكفلين من بنك غولدمان ساكس، حيث عبروا عن أن هذا القرار سيضر بالاقتصاد حيث أنه سيعطي فرص الوظائف في مجال الطاقات النظيفة إلى الدول المنافسة.
صدور كتاب نار و غضب عن الرئيس ترامب
قام الكاتب مايكل وولف بكتابة كتاب مثير للجدل بعنوان “نار وغضب” داخل البيت الأبيض وذلك بعد اتفاق مع الرئيس ترامب، حيث أقام الكاتب بالقرب من البيت الأبيض وقام بأبحاثه على طول فترة عام كامل وبعدها أصدر كتابه، ويكشف الكتاب العديد من الأحداث و ذلك تقرير يكشف فيه طلب المستشار السابق بانون لقاءً يشمل مساعدين للرئيس بالإضافة إلى ابن الرئيس مع مجموعة من الروسيين “الخونة”، وقد اتهم محاميو ترامب المستشار السابق بانون بخرق اتفاقية عدم الافصاح كما سعوا لإصدار أمر ايقاف النشر للكتاب في بادرة غير مسبوقة، إلا أن الكتاب صدر باكراً لتفادي أمر المنع، ويثير هذا الكتاب الشكوك حول الصحة العقلية للرئيس ترامب.
وكعادته ترامب يرد على الكاتب عبر تويتر ويصفه بأنه مزيف، ويصف الكاتب بأنه مختل عقلياً.
ارتفاع في أسواق الأسهم الأمريكية خلال السنة الأولى من رئاسة ترامب
ارتفعت أسواق الأسهم الأمريكية في السنة الأولى من تولي دونالد ترامب منصب الرئاسة بمقدار 6.9 تريليون دولار لتصل قيمتها إلى 30 تريليون دولار بحسب مؤشر روسل Russel، وهو ما يقابل نصف المقدار الذي نمت فيه الأسواق خلال فترة حكم الرئيس السابق أوباما.
وبالنسبة لمؤشر ستاندرد أند بورز 500 (S&P 500)، والذي يعد مؤشراً قياسياً لتقييم أداء سوق الأسهم الأمريكية، فقد نما هذا المؤشر بنسبة 23% خلال السنة الأولى من رئاسة ترامب، وهي نسبة أعلى بكثير من النسبة المتوسطة للنمو في السنوات الأولى للرؤساء السابقين عند 13%، أما عن مؤشر داو جونز الصناعي فقد ارتفع إلى مستويات غير مسبوقة تاريخياً متجاوزاً حاجز 26000 نقطة.
خلاصة رئاسة ترامب
تظهر العديد من المؤشرات أن السنة الأولى من رئاسة ترامب كانت إيجابية للاقتصاد، وأهمها ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3%، وانخفاض معدل البطالة وتوليد 1.7 مليون وظيفة، وتعافي الثقة في الاقتصاد إلى أعلى مستوياتها في 17 عاماً، بالإضافة إلى العمل على إعادة الشركات إلى الولايات المتحدة مما أدى إلى إعلان شركات مثل تويوتا ومازدا عن إعادة الافتتاح في الولايات المتحدة، وذلك بالإضافة إلى العديد من الانجازات الأخرى في العديد من المجالات مثل المساءلة حيث أمر بتدقيق كامل في انفاق وزارة الدفاع، وغيرها من الإجراءات العديدة التي أوفى من خلالها بوعوده خلال حملته الانتخابية، وخاصة إعطاء أمريكا الأولوية الأولى، وهو ما يظهر جلياً في معظم قراراته تقريبا.
ما مدى فائدة هذا المنشور؟
انقر على نجمة لتقييمها!
متوسط تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0
لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.