جدول المحتويات
Toggleيبدو أن من يحاول عزل دونالد ترامب عن السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية، سيأخذ التصريحات الأخيرة له على محمل الجد، فقد هدد الرئيس الجميع خلال لقاء له مع محطة فوكس نيوز بانهيار الأسواق المالية، والخراب وفقدان قوة الاقتصاد. كان هذا بالضبط أسلوب الرد الذي انتهجه، أكثر رئيس مثير للجدل في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد اعترافات محاميه السابق بأنشطة غير قانونية.
وصدم الجميع منذ يومين، حين اقر “مايكل كوهين” المحامي السابق للرئيس الأمريكي بارتكابه مخالفات قانونية، قال إنه فعلها بأمر مباشر من موكله ترامب.
وكان مايكل كوهين، قد دعي للتحقيق مواجهًا لاتهامات تنوعت بين التهرب الضريبي، وتجاوز قواعد تمويل الحملات الانتخابية، وصولًا إلى دفع أموال نقدية للتأثير مباشرة على نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي جرت خلال عام 2016، وكان فيها الرئيس الحالي ترامب في مواجهة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
الاعتراف الأخطر كان عن تسديد 130 ألف دولار أمريكي لشراء سكوت ممثلة أفلام إباحية، ومبلغ 150 ألف أخرى لنجمة إباحية كذلك، كان ترامب قد أقام معهما علاقة جنسية في وقت سابق. علاقات ترامب مع المومسات وازدراءه للمرأة كان محور هجوم مستمر من قبل خصومه السياسيين، حيث استعمل هؤلاء التاريخ المشين للرئيس في محاولاتهم ازاحته عن السباق الرئاسي تجاه البيت الأبيض.
وتناقلت وسائل الإعلام الأمريكية اعترافات كوهين المفاجأة، في الوقت الذي بدأت فيه الأصوات تعلو للمطالب بـ عزل دونالد ترامب عن سدة الرئاسة، فما كان من الأخير إلا أن بدأ بالتهديد والترغيب خلال مقابلة تلفزيونية خاصة جاءت بعد يومين من صمته عن الرد.
ماهي فضيحة دونالد ترامب مع روسيا؟
منذ لحظة وصوله الأولى إلى البيت الأبيض، شنت وسائل الإعلام الامريكية بالتعاون مع جزء هام من الحزب الديمقراطي المنافس له، حملات إعلامية ومسيرات مضادة، ووجهت اتهامات إليه بالتعاون من جهات دولية خارجية، والتلاعب بنتائج الانتخابات وهو ما بات يعرف لاحقًا بقضة التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية.
وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، اكدت أن روسيا كان لها دور بالفعل في حسم نتائج الانتخابات، عبر تسلسل واختراق الكتروني نتج عنه نشر آلاف من رسائل البريد الإلكتروني لمنافسة ترامب هيلاري كلينتون. شكلت تلك الرسائل حرجًا للمرشحة الديمقراطية حينها، فيما تعرضت من جهة ثانية لحملات دعائية مضادة اضعفت ثقة الناخبين بها استعملت روسيا في تنفيذها وسائل التواصل الاجتماعية.
مكتب التحقيقات الأمريكي كان قد فتح تحقيق بالقضية واستمع لشهود من معاوني ترامب، وموظفين سابقين لديه، كما مجموعة من العاملين في حملته الانتخابية وصولًا إلى محاميه الخاص.
واجه بعض افراد الحملة الانتخابية لترامب، وموظفون سابقون لديه اتهامات تنوعت من التآمر ضد الولايات المتحدة الامريكية، وغسيل الأموال، وتزيف البيانات، والتهرب الضريبي، واستعمال حسابات مصرفية اجنبية في نشاطات مالية.
حينها قال البيت الأبيض ان تلك الاتهامات لا أساس لها من الصحة، ورفض الربط المباشر مع الحملة الانتخابية، لكن اعترافات المحامي السابق التي ظهرت مؤخرًا، اعادت التحقيق إلى المربع الأول، خاصة أن مايكل كوهين قال بوضوح وتحت القسم، ان ما فعله كان بتوجيه مباشر من ترامب، وان الهدف تفادي نشر معلومات تسيء لموكله!
ينص الدستور الأمريكي على إمكانية عزل دونالد ترامب في حال ارتكاب الخيانة أو استعمال المال للرشوة، وان الحصانة لا تعني عدم توجيه الاتهام للرئيس، لكن في نفس الوقت يقول المعاملون في القطاع القضائي ان مذكرة صدرت عن وزارة العدل الامريكية عام 2000 ذكرت ان جميع الإجراءات الجنائية يجب ان لا تقف حائلًا دون قدرة الرئيس على أداء مهامه، هذا يعني انه من غير الممكن الشروع في إجراءات عزل الرئيس.
تبقى المساءلة ممكنة من مجلس النواب الذي يحتاج لأغلبية بسيطة، حتى يطلب الاستجواب لكن وفي نفس الوقت إجراءات العزل تتطلب موافقة أغلبية ثلثي مجلس الشيوخ.
الرئيس دونالد ترامب في رده على التطورات الأخيرة، هدد بانهيار الأسواق المالية وحذر من الفقر والخراب الذي سيعم البلاد في حال غيابه عن منصبه، وقال لن يبقى هنالك اقتصاد أمريكي.
تبريرات ترامب!
في شهر تمور الماضي نشر مايكل كوهين، تسجيل صوتي يناقش فيه ترامب حول احدى الدفعات المالية التي تم تسديدها للمومسات، لكن ترامب قال إن هذه المال دفع من ماله الخاص، ولم يكن من ميزانية حملته الانتخابية، وذكر انه لم يكن يعرف عن الأمر حتى بعد مرور مدة زمنية طويلة، وانتقد ترامب محاميه السابق بل اتهمه بتلفيق القصص للحصول على حكم مخفف.
كما رفض ترامب اعتبار ما حصل جريمة، وقال انه تابع القضية في بعض وسائل الاعلام التي خصصت وقت مطول لمناقشة الموضوع مع خبراء في القانون، وذكر ان الآراء المختصة قالت إن ما حصل لا يرتقي لجريمة، ثم تسال هل دفعت الأموال لحماية سمعته الشخصية او صورته كمرشح رئاسي؟!.
حديث عزل دونالد ترامب جاء خلال المقابلة التلفزيونية معه في محطة فوكس نيوز، حيث ذكره المضيف أن القانون الانتخابي الأمريكي يطلب الإبلاغ عن دفع أي أموال بهدف التأثير في عملية التصويت.
سابقا أنكر ترامب علمه أن نجمة الأفلام الإباحية التي مارس معها الجنس في غرفة فندق عام 2006، قد تقاضت 130 ألف دولار عن طريقه محاميه، وأجاب عن سؤال صحفي له -على متن طائرة الرئاسة -حول مصدر الأموال التي دفعها محاميه كوهين، ” لا أعرف” قبل ان يكشف رسميا في الشهر الذي تلاه دفع 100 ألف دولار أمريكي ثم 250 ألف دولار لكوهين مقابل مصروفات أنفقها عام 2016.
وعاد ترامب خلال اللقاء التلفزيوني للقول إن “السوق الأمريكي سينهار، وسيصبح الجميع فقراء جدًا” وأضاف أن إجراءات عزله عن منصبه ستكون خطًا كبيرًا، وانه يقوم بعمل عظيم جدًا في البيت الأبيض. وتابع مشيرًا إلى راسه ” غياب هذا الفكر سيؤدي الى اضرار كبيرة وستشاهدون ارقامُا لم تعهدوها من قبل” في إشارة للأسعار.
يذكر ان الاقتصاد الأمريكي قد شهد فترة انتعاش قوية خلال عهد ترامب، مع تراجع نسب البطالة وقوة المؤشرات الاقتصادية والدولار الأمريكي وهو ما دفع ترامب للتساؤل خلال المقابلة هل كان كل هذا سيحدث لو فازت هيلاري كلينتون؟ لا بالطبع كان الوضع سيكون أكثر سوءًا.
ما مدى فائدة هذا المنشور؟
انقر على نجمة لتقييمها!
متوسط تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0
لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.