جدول المحتويات
Toggleاختتم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء زيارته الى اليابان دون ان تغيب ملفات الحرب التجارية عن الزيارة، حين قال ان اليابان تستفيد من فائض تجاري كبير مع بلاده، داعيًا رجال الأعمال اليابانيين لزيادة استثمارات شركاتهم في الولايات المتحدة الأمريكية واصفًا الوضع الآن بالمثالي للقيام بذلك.
وتحدث ترامب خلال زيارته التي بدأها برفقة زوجته ميلانيا يوم السبت، عن سعي البلدان لمعادلة الميزان التجاري بينهما بشكل جيد، وضمان المعاملة بالمثل بالنسبة لليابان التي قال انها استفادة من أفضلية تجارية ضخمة للعديد من السنوات.
وشكلت زيارة الرئيس الأمريكي فرصة لإظهار التحالف الوثيق بين الطرفين، على الرغم من الاختلافات في وجهات النظر فيما يتعلق بملف التجارة العالمية، والتهديدات الكورية الشمالية، التي قلل ترامب من أهميتها.
وكانت كوريا الشمالية قد اجرت مؤخرًا سلسلة من التجارب على صواريخ قصيرة المدى، اعتبرتها اليابان تهديدًا كبيرًا لأمن وسلامة المنطقة، في الوقت الذي رد فيه ترامب انه لا يرى أي خطورة أو خرق لقرارات الأمم المتحدة من قبل بيونغ يانغ.
وبالرغم من أن زيارة اليابان جاءت لاستعراض مدى متانة الصداقة بين البلدين، إلا ترامب لم يوفر فرصة للإظهار التناقض مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي فيما يتعلق بملف كوريا الشمالية، خاصة حين وصف زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون بالرجل “الذكي جدًا” والذي يمكن العمل معه للوصول إلى تسوية.
هل تمتد الحرب التجارية الأمريكية نحو اليابان؟
مع تصاعد التوترات في ملف حرب التنافس ما بين الصين واليابان، شكلت زيارة الرئيس الأمريكي إلى اليابان رسالة من شقين، الأول هو تأكيد العلاقات المتينة بين البلدين وخاصة للجيران في المنطقة، والثاني دفع عملية تعديل فائض الميزان التجاري الذي تمتعت به اليابان لسنوات طويلة.
وعلى الرغم من ان طوكيو وواشنطن تعملان بشكل ندي عند الحديث عن هذا الأمر، إلا أن الجانب الأمريكي لا يظهر القسوة والتشدد الكبير، حتى الآن، والذي بدا في علاقته مع الصين مؤخرًا، دون ان يعني ذلك محابة الولايات المتحدة الأمريكية لليابان.
فالعلاقة التي تربط رئيس الوزراء الياباني سينزو آبي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توصف بأنها ودية للغاية، لكن واشنطن تلوح دائمًا بفرض قيود في مجال التجارة بين البلدين، وتقول إنها تدرس فرض رسوم جمركية على واردات السيارات اليابانية، تلك الواردات تشكل تهديدًا محتملًا للأمن القومي الأمريكي بحسب ما تقوله إدارة دونالد ترامب.
التوترات المستقبلية قد تكون واردة، إلا ان الملف الخلافي لن يدخل في حيز السجال قبل ان تنهي إدارة الرئيس دونالد ترامب على ما يبدو التحضير للجولة الانتخابية الثانية. وهو السبب الذي دفع بالمتابعين للشأن الأمريكي للقول ان الزيارة لن تشهد أي اتفاق فيما يخص التجارة بين البلدين. وهو ما أكده إعلان ترامب أحين قال ستبدأ المفاوضات حول التجارة بعد انتخابات مجلس الشيوخ الياباني.
التركيز الأكبر كان خلال الزيارة على مواجهة التهديدات المشتركة، والتي تشكل فيه الصين وجهة البوصلة، حيث حملت الزيارة رسائل واضحة على أهمية الحضور الأميركي واستمراره في آسيا لمواجهة الصعود الصيني.
الوجود العسكري الأمريكي
شملت زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطاب القاه في قاعدة يوكوسوكا البحرية الأميركية، ومن على متن حاملة الطائرات “يو اس اس واسب” الراسية هناك، قال فيه “لدينا صواريخ وقذائف ودبابات وطائرات وسفن، لا يملكها ولن يستطيع أحد امتلاكها في هذا العالم” ثم وجه رسالة مبطنة إلى الصين حين أضاف” ليسوا قريبين من ذلك حتى”.
وأكد ترامب أن للولايات المتحدة مكانة ريادية في هذا العالم وأنها لن تخسرها، وستبقى الأولى إلى الأبد، ثم أشاد بقوات البحرية الأميركية التي تقوم بواجبها بكل فخر بحسب وصفه، وقصد الرئيس الدوريات التي تنفذها البحرية الأمريكية في مياه المنطقة، ومراقبتها للمناطق الساخنة في بحر الصين الجنوبي، خاصة بعد تصاعد التوترات بسبب التوسع البحري الصيني.
وكانت الصين قد بدأت منذ سنتين محاولات لمد نفوذها عبر قوتها البحرية خارج النطاق المسوح به دوليًا، والبالغ 12 ميلًا والذي يعتبر الحد الأخير للمياه الإقليمية الصينية، حيث تعتبر هذه البحار من أبرز نقاط الملاحة العالمية.
خطاب ترامب حضره نحو 800 عسكري من القوات الامريكية المتواجدة هناك، والذين وصفهم الرئيس بأكثر محاربي أمريكا ” إثارة للرعب في المحيط الهادئ”، كما أنه جاء بمناسبة “يوم الذكرى” وهو اليوم الذي تحيي فيه الولايات المتحدة ذكرى الجنود الذين قتلوا في الحروب.
وبدا كلام الرئيس الأمريكي موجهًا للصين وكوريا الشمالية التي حاولت إدارة ترامب تكثيف الجهود الدبلوماسية معها، لدفع بيونغ يانغ للتخلي عن أسلحتها النووية، دون ان تحقق تلك الجهود نتائج مثمرة حتى الآن.
تعاون عسكري
وفي وقت سابق من زيارته، وصل ترامب برفقة رئيس الوزراء شينزو آبي إلى ناقلة المروحيات اليابانية “جي اس كاغا” التي تم تطويرها لتصبح قادرة على نقل طائرات حربية بعد أن كانت مخصصة للمروحيات فقط. وخلال الزيارة تكلم رئيس الوزراء الياباني عن “المخاطر المتصاعدة” في المنطقة، وان عمليات تطوير الناقلة كانت استجابة لتلك المتطلبات.
بدروه أوضح ترامب أن القطعة الحربية اليابانية “جي اس كاغا” ستضمّ نسخة محدثة من مقاتلات اف-35 الأميركية، حيث اشترت اليابان منها أكثر مما حصل عليه أي حليف آخر للولايات المتحدة.
وتابع ترامب ان هذه المعدات الجديدة ستعطي “جي اس كاغا” القدرة على مواجهة التهديدات الكبيرة والظروف المعقدة لهذه المنطقة، وغيرها من مناطق العالم.
يذكر ان ترامب وزوجته ميلانيا كانوا قد التقوا بالإمبراطور الجديد للبلاد في قصره صباح الاثنين، الذي استبقاهم إلى مأدبة غداء على شرف الرئيس الضيف.
ما مدى فائدة هذا المنشور؟
انقر على نجمة لتقييمها!
متوسط تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0
لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.