جدول المحتويات
Toggleيجد المقيمين في الإمارات صعوبة في الادخار مع ارتفاع قيمة الفواتير وتكلفة الإيجار وانتشار ثقافة الإنفاق، إذ تعد الإمارات مكاناً باهظاً للعيش، ولهذا السبب ينتهي المطاف بالعديد من المغتربين بمال أقل من توقعاتهم.
ومع الرواتب المعفاة من الضرائب، ينوي المقيمين في الإمارات توفير المال كل شهر، لكن خططهم تتلاشى سريعاً مع انشغالهم في نمط الحياة التي توفره الدولة، واندفاعهم للتباهي بأجورهم.
ومعظم المقيمين في الإمارات (سبعة من كل عشرة أشخاص) غير متأكدين من الخطوات اللازمة لتحقيق الأهداف المالية، ووفق استطلاع أجرته شركة الصكوك الوطنية فإن حوالي سبعون بالمائة من المشاركين يفتقرون إلى الوعي بالتخطيط المالي.
وبشكل عام، لم يعد الناس معتادون على التخطيط لحياتهم المستقبلية، وطالما أنهم يواكبون تحركات الحياة السريعة فهم يعتقدون أنهم في ملاذ آمن، وبالتالي لا يفكرون في الادخار كما يجب أو يؤخرون هذه الخطوة، وهذا ما كشفه مؤشر الادخار لعام 2017 الصادر عن شركة الصكوك الوطنية.
كيف ينظر المقيمين في الإمارات إلى الادخار؟
رغم أن الإمارات الأكثر جذبا للمغتربين، إلا أن أكثر من ثمانية من كل عشرة من المقيمين في الإمارات (85%) لا زالوا غير قادرين على توفير ما يكفي لمستقبلهم، في وقت يعاني فيه الكثيرون ارتفاع تكاليف المعيشة.
وبين المسح الذي أجرته الصكوك الوطنية، أن 57% من السكان لديهم آمال في توفير المال أكثر خلال العام الجاري، مقارنة بـ 64% في 2017.
وأشار مسح الصكوك الوطنية لـ 1320 شخص في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي، إلى أن السكان حريصون على الادخار، لكن بالنسبة للعديد منهم، فإنهم يخططون للقيام به مستقبلاً.
إذ يخطط 41% من المُستطلعين في الإمارات لبدء رحلة الادخار هذا العام، بينما يهدف ثلثا المدخرين في المنطقة لزيادة مدخراتهم خلال الأشهر الستة القادمة.
وكشفت نتائج المسح، أن حوالي سبعون بالمائة ممن شملهم الاستطلاع في المنطقة يعتقدون أن الادخار مهم، فيما أشار 59% إلى أن “جعل أسرهم أكثر سعادة” هو السبب في توفير المال.
وبالنسبة للمقيمين في الإمارات، يعتقد 77% ممن شملهم الاستطلاع أن الادخار مهم، ولفت 68% إلى أن استقرارهم المالي يساهم في سعادتهم بشكل عام، والمتمثلة في الحصول على التأمين الصحي، والتأمين على الحياة، وتوفير ما يكفي لإلحاق الأطفال بالجامعة.
ويرى نحو 43% من السكان أن وجود فرص أفضل للاستثمار يجعل من الوقت الحالي مناسباً للادخار، ما يعكس إيجابية الأشخاص نحو البيئة الاقتصادية في الدولة والمنطقة ككل.
وبشكل عام، تمتلك الإمارات أكبر نسبة من المدخرين العاديين (42%)، مقابل 27% في السعودية و23% في دول الخليج الأخرى، لكن رغم رغبة سكان الدولة في توفير المال، فإنهم لا يملكون دائماً الأدوات أو الوعي للقيام بذلك، ما يخلق فجوة بين نية الادخار والهدف منه وعدد الأشخاص الذين يوفرون المال عاماً بعد آخر.
وتأتي هذا المؤشرات، في وقت يعاني فيه المقيمين من التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة مع فرض ضريبة القيمة المضافة، إذ صُنّفت دبي على سبيل المثال بأنها ثالث أغلى وجهة للمغتربين في العالم.
صعوبة الادخار في ظل التضخم
يرى أنوراغ شاتورفيدي، الشريك الإداري في شركة تشارترد هاوس للاستشارات الضريبية، أن المقيمين في الإمارات يجدون صعوبة أكبر في الادخار هذا العام، بسبب عبء ضريبة القيمة المضافة التي أدت إلى زيادة الأسعار.
ويوضح أن ضريبة القيمة المضافة هي تضخمية في معظم الإنفاق الأسري، ورفعت تكاليف المعيشة بأكثر من 5%، وبالتالي أدى هذا التضخم إلى خفض شهية الادخار لدى الفرد، كما كان له تأثير على الأعمال، حيث خفض المستهلكون حجم إنفاقهم.
من جانبه، نوه الرئيس التنفيذي لمؤسسة الصكوك الوطنية، محمد قاسم العلي، إلى أن المقيمين في الإمارات لديهم “حاجز عقلي” عندما يتعلق الأمر بالادخار، ولديهم اعتقاد خاطئ بأنهم يعانون أو يكافحون لمواجهة التضخم.
ولفت العلي إلى الإيجارات في مناطق معينة تراجعت بنسب تتراوح بين 15 و20%، وأن معدل التضخم يتأرجح بين 3 و4%، وبالتالي إذا أعاد السكان تقييم نفقاتهم، فيمكنهم إيجاد طرق للادخار.
وأمام هذه الوقائع، قد ترى أن توفير المال أمراً صعباً وتحدياً كبيراً في ظل نمط الحياة السريع، لكن وضع خطة محكمة وجيدة للادخار سيساعدك على الحد من المخاوف المالية مستقبلاً.
نصائح تساعدك على توفير المال
-ابدأ في وقت مبكر، فمقدار المبلغ الذي توفره يعتمد على العمر والمرحلة التي تعيش فيها، لكن يجب أن يكون لديك هدف متعلق بالادخار في أي مرحلة من مراحل الحياة.
-قرر أن تتعامل مع المال بشكل جيد، افصل أصولك الرئيسية، من نقد وذهب وممتلكات وأوراق مالية وسندات ومعاشات تقاعدية وغيرها، عن القروض وديون بطاقات الائتمان لتستطيع تتبع القيمة الصافية من المال كل شهر.
-تتبع جميع المصادر الرئيسية للدخل والنفقات، ثم قم بتحديد معدل الادخار الشهري.
–حدد طرقاً لزيادة دخلك وخفض نفقاتك، عبر التخلص من الاشتراكات غير المستخدمة وتجنُب المشتريات غير الضرورية.
-ضع خطة لحالات الطوارئ، فأي ميزانية يجب أن تضم مخصص للمدخرات سواء على المدى القصير (السيارات وحالات الطوارئ غير المخطط لها)، أو المدى المتوسط (التعليم أو شراء منزل)، أو المدى الطويل (للتقاعد).
ومعظم الأفراد يرون أنه يجب عليهم الادخار من أجل التقاعد، لكن التخطيط للمدى القصير مهم، لأنه سيمنع الناس من الوقوع في الدَين بسبب النفقات غير المخطط لها.
-“ادخر قبل أن تنفق ولا تفعل العكس!” هذه القاعدة التي يجب اتباعها كما ينصح بها وارن بافيت.
-إذا كنت من الأشخاص الذين لديهم ديون سيئة ومفرطة مثل البطاقات الائتمانية، حاول سدادها بأسرع ما يمكن، وتذكر أن السبب الديون هو العادات المالية السيئة والتي عليك التخلص منها.
-مع زيادة معدل الادخار، تعلم كيفية استثمار مدخراتك على المدى الطويل في المنتجات الرخيصة والمتنوعة مثل الصناديق المتداولة في البورصة.
ختاماً، لا توجد وصفة سحرية إذا اتبعتها ستوفر لك الكثير، وإنما المبادئ الحكيمة تضمن لك أن تضع جزءاً معينًا من دخلك لأي هدف قد تبقى عليه.
ما مدى فائدة هذا المنشور؟
انقر على نجمة لتقييمها!
متوسط تقييم 5 / 5. عدد الأصوات: 1
لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.