أخبار عاجلة
Search
Close this search box.

الحلم الأمريكي وعود لا تعرف التحقق

The American Dream
جدول المحتويات

يرتبط مصطلح الحلم الأمريكي في أذهان العالم بما يعرف بالتسويق لمجموعة من القيم والحوافز التي تدعم فرص الأفراد بالنجاح في عملهم، مهما كانت مستوياتهم الاجتماعية أو أصولهم العرقية أو غيرها، ومن هذه القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية وتعدد الفرص والمساواة.

كما يرتبط هذا المصطلح بحلم الهجرة والعيش في أمريكا، وقد خضع هذا الحلم للعديد من المتغيرات التي جعلت مفهومه يتغير بعض الشيء، ومنها الارتباط الذي جاء بعد تحول الولايات المتحدة خلال خمسينيات القرن العشرين إلى قوة سياسية واقتصادية عالمية، حيث ربطه البعض بتحقيق السعادة عبر النجاح المادي المتمثل بالحصول على عمل وامتلاك منزل وسيارة وتكوين أسرة، كما ارتبط أيضاً برؤية ثانية وهي تمتع الفرد بالحريات أي أن الشخص يملك الحرية وإمكانية العيش في أي مكان يختاره والقيام بأي عمل يريده، مع تمتعه بالمساواة أمام القضاء بين الأغنياء والفقراء والأقوياء والضعفاء، مما سيوفر للإنسان سبل العيش الكريم.

وتأكيدا لهذا المفهوم فإن الولايات المتحدة الأمريكية تواصل فتح أبواب الهجرة إليها للأفراد من مختلف شعوب العالم، من أجل الإقامة والعمل والحصول على الجنسية الأمريكية.

ماهو تاريخ ظهور مصطلح الحلم الأمريكي؟

يرجع مفهوم الحلم الأمريكي كمصطلح إلى المؤرخ والكاتب الأمريكي جيمس تراسلو الذي يعد أول من صاغه في كتابه “الملحمة الأمريكية” حيث أورد فيه أن الحلم الأمريكي هو الحلم الخاص بالأرض التي يجب أن تكون فيها الحياة أفضل وأكثر ثراء لكل الناس، حيث تتيح لكل فرد الفرصة المناسبة طبقاً لقدراته وإنجازاته.

تداول مع وسيط موثوق
الحائز على جوائز

ونفى الكاتب بأن الحلم الأمريكي هو فقط مجرد حلم للحصول على سيارة أو مرتب مرتفع، بل هو يسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية لكل رجل وامرأة، كي يصلوا إلى أفضل المستويات ويصبحوا قادرين على الإنتاج، من غير النظر إلى هويتهم أو مولدهم ومركزهم.

ويرجع المفهوم تاريخياً إلى وثيقة إعلان الاستقلال الأمريكية الصادرة عام 1776، حيث جاء فيها عبارات مثل “كل البشر خلقوا متساويين” و”كل مخلوق لديه حقوق غير قابلة للجدل” “والحياة والحرية والسعي وراء السعادة”.

الحلم الأمريكي واستقطاب العالم

بعد الانتشارالعالمي الذي حققه الحلم الأمريكي من خلال شعاراته المرتبطة بالحرية والسعادة، أصبح هذا المفهوم أداة لدعم استقرار ووحدة الولايات المتحدة، كما ساهم في فتح الباب لمختلف المواهب والأفكار الجديدة الوافدة على البلاد للنمو والتطور دون تمييز، ومنها استقطابه لملايين المهاجرين من مختلفة الجهات والطبقات الاجتماعية وخاصة من الفئة المثقفة بهدف الحصول على حياةٍ أفضل.

وقد رأى المهاجرون الألمان ميزات هذه الهجرة إلى الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر وذلك بوصفهم أنهم يأتون إلى بلاد لا يوجد فيها استبداد ولا احتكارات تجارية ولاضرائب ولا معوقات عقائدية، كما أن كل شخص فيها قادر على السفر حيثما أراد من غير أن يطلب منه جواز سفر، ولا تتدخل الشرطة في شؤونه الخاصة، أيضاً لا يوجد أي فوارق في المعاملة بين الأغنياء والفقراء أو بين أصحاب المهن المختلفة بل الإخلاص والجدارة هما المعيار فقط، كما لايوجد أي بيروقراطيات حكومية تستنزف ما يمتلكه الشعب.

دعم الحلم الأمريكي

لقي الحلم الأمريكي الكثير من التشجيع والدعم ومن الكثير من الشخصيات الناجحة منهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما وهو ابن مهاجر إفريقي مسلم جاء من كينيا، ومادلين أولبرايت التي هاجرت مع أسرتها من تشيكوسلوفاكيا وكانت أول امرأة تعين وزيرة للخارجية في أمريكا، ووزير الخارجية ومستشار الأمن القومي السابق هنري كيسنجر المهاجر أيضاً من ألمانيا.

ومن الشخصيات أيضاً أرنولد شوارزنيغر المهاجر من النمسا والذي أصبح حاكماً لولاية كاليفورنيا بعد أن كان نجماً سينمائياً وبطلاً عالمياً في رياضة كمال الأجسام، وسيرجي برين القادم من الاتحاد السوفييتي حيث تمكن من تأسيس شركة جوجل مع شريكه لاري بيغ.

كما دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الأمريكيين في حديثٍ له مؤخراً إلى مواجهة التحديات والاتحاد للبدء بعيش هذا الحلم الأمريكي.

الحلم الأمريكي لا يتحقق

برغم الشعارات البراقة التي يحاول الحلم الأمريكي بثها في نفوس الأمريكيين والعالم أجمع، إلا أن هذا المفهوم ينتقد في أحيان كثيرة لكونه لم يتحول إلى واقع بل هو لازال حلماً لا يعرف التأويل، حيث اُفتقد هذا الحلم عند مساعدة معظم الأقليات العرقية ومواطني الطبقة الدنيا في الحصول على أكبر قدر من المساواة والنفوذ الاجتماعي عبر التاريخ، كما يقول المنتقدون في ذلك بأن بنية الثروة في الولايات المتحدة تدعم فكرة التعدد الطبقي لصالح جماعات تحظى بمراكز مرموقة.

ومن الانتقادات التي يراها آخرون حول هذا الحلم بأنه أصبح مقتصراً على نجاح فردي يحققه المرء في عمله من خلال أي عمل صغير كالفن والرياضة.

في حين أن المسلمين لايزالون من أكثر الفئات معاناةً لغياب تحقيق هذا الحلم، فبعد هجمات أيلول عام 2011 في الولايات المتحدة، أصبحت هذه الفئة تعاني من الكثير من المعاملة العنصرية، منها منع المسافرين العرب والمسلمين من رحلتهم بسبب عدم اطمئنان أحد الركاب لهم، وقد يكون ذلك بسبب حديث أحدهم باللغة العربية، أو بسبب شكلهم فقط.

كما لازال الكثير من الشباب والأطفال السود يتعرضون للقتل على يد رجال الشرطة البيض ممن لديهم ميول عنصرية، بالإضافة إلى نسب الفقر التي يزيد بين السود مقارنة بالبيض، وغيرها من الممارسات العنصرية كالتمييز في الزواج والتعليم والكنائس والأحياء التي يعيشون فيها والوظائف التي يشغلونها.

يذكرأن العديد من الأفلام قد قامت باستكشاف الحلم الأمريكي ومنها فيلم إيزي رايدر الذي تقوم شخصياته برحلة البحث عن امريكا الحقيقية، وهناك أيضاً أغنية بعنوان إنكار الحلم الأمريكي مما يشير إلى أن هذا الحلم لا يزال وعوداً خيالية بالسعادة وعدم العنصرية تخلو من أي واقع.

ما مدى فائدة هذا المنشور؟

انقر على نجمة لتقييمها!

متوسط ​​تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0

لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.

كما وجدت هذه الوظيفة مفيدة ...

تابعنا على وسائل التواصل الإجتماعي!

واتساب
تلغرام
البريد الإلكتروني
سكايب
فيسبوك
تويتر
مقالات ذات صلة