جدول المحتويات
Toggleيزداد التوتر في المنطقة مع بدء سريان العقوبات الأمريكية المشددة على إيران التي قد تكون على موعد مع انقلاب عسكري خلال الأشهر القادمة، وفق ما تم تداوله في مراكز الأبحاث والدراسات الاستراتيجية.
وكانت تقارير استخباراتية غربية قد ناقشت بدقة الوضع الداخلي في إيران، التي بدأت تشهد صعوبات لم تعشها منذ 40 عام بحسب ما قاله الرئيس حسن روحاني في تصريحاته الأخيرة، حيث وصف الظروف التي تمر بها الجمهورية الإسلامية في إيران بأنها الأشد منذ الحرب الإيرانية – العراقية في ثمانينيات القرن الماضي.
ودعا روحاني في حديثه لوسائل إعلام محلية، يوم السبت، جميع الأطراف والفصائل السياسية إلى الوحدة في المرحلة الراهنة، حتى تتمكن البلاد من مواجهة التحديات القادمة.
وكانت الحكومة الإسلامية المتشددة في إيران قد خاضت حرب استمرت لثمان سنوات مع الجار الغربي العراق، عاشت فيها البلاد دوامة من العنف وعدم الاستقرار في وقت استنزفت تلك الحرب جهود ومقدرات البلاد. واندلعت الحرب في تلك الفترة بين العراق وإيران بسبب صعود التيار الإسلامي (الشيعي) المتشدد إلى سدة الحكم، عقب نجاح الثورة الشعبية في الانقلاب على حكم الشاه، قبل أن يسيطر الإسلاميون عليها وينسبونها لأنفسهم.
إلا أن السبب المباشر كان تصريحات واعمال الخميني الذي وعد بتصدير الثورة إلى دول الجوار، وشرع بدعم اعمال إرهابية في العراق عبر حزب الدعوة الإسلامي المحظور في العراق، والذي كان يتبع إيديولوجيا للخميني ونظامه الجديد.
وذكر الرئيس روحاني خلال حديثه، أن الامر مختلف هذه المرة حيث تعاني إيران من عقوبات مصرفية وحظر لتصدير النفط الخام، هو الأشد منذ عقود، في الوقت الذي شمل الحظر أيام الحرب العراقية الإيرانية مشتريات الأسلحة فقط.
هل تكون الحرب حتمية مع إيران؟
ساهم قرار الإدارة الأمريكية الأخير في البدء بتطبيق المرحلة الثانية من العقوبات الأمريكية الأكثر تشددًا على إيران، في دفع الإقليم نحو توتر كبير وظهور حشود عسكرية غير مسبوقة في الخليج العربي.
فمنذ مطلع الشهر الحالي، قررت واشنطن انهاء الإعفاءات التي منحتها لفترة ستة أشهر سابقة على مبيعات النفط الإيرانية، وتسبب ذلك في تراجع عدد من كبار مشتري النفط الإيراني مثل الصين والهند وتركيا واليابان وكوريا الجنوبية عن استجرار النفط الإيراني، الأمر الذي سيوصل الصادرات من الخام الثقيل في البلاد إلى مستوى صفر صادرات.
وتعتمد إيران بشكل حثيث على إيرادات النفط بعد أن وصلت نسبة مشاركة الذهب الأسود في الميزانية العامة للجمهورية الإسلامية لنحو 60 بالمائة خلال الأعوام السابقة، خاصة بعد رفع العقوبات نتيجة توقيع الاتفاق النووي عام 2015. إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت قد انسحبت من هذا الاتفاق، بعد ان سلكت إيران طريق أكثر تمددًا في زعزعة استقرار الشرق الأوسط، عبر دعم النظام السوري الذي يخوض حربًا ضد الثورة الشعبية في سوريا تستمر منذ 9 سنوات، قامت إيران خلالها بدفع 80 مليار دولار أمريكي لمنع سقوط رئيس النظام بشار الأسد، ثم زيادة نفوذها في العراق ولبنان، وصولًا إلى التدخل المباشر في اليمن عبر جماعة الحوثيين الذين شنوا حربًا عسكرية على الشعب والدولة اليمنية.
وخلال الأيام والساعات الأخيرة، قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتعزيز تواجدها العسكري في منطقة الخليج العربي، بعد تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز واستهداف المصالح الأمريكية في المنطقة، وهو ما ردت عليه واشنطن بتحريك حاملة طائرات ضخمة وارسال سفن هجومية برمائية وسرب من القاذفات الاستراتيجية من نوع بي 52.
فيما قالت وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم أن ” الأمور تتسارع في الخليج نحو مواجهة إيرانية – أمريكية، وان دولة إسرائيل قد تكون عرضة لهجوم محتمل مباشر من قبل إيران أو وكلائها في لبنان”
الحرب أو انقلاب عسكري في إيران
خلال الأسبوع الماضي عقد اجتماع عالي المستوى في مقر وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، حضره جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي وعدد من قادة وكالات الاستخبارات وقادة في الجيش الأمريكي، في ذلك الاجتماع تم مناقشة الوضع الداخلي في إيران، حيث سربت بعض التقارير الصحفية عن خلاف بين وكالة الاستخبارات وباقي القطاعات الأمنية في البلاد حول مستوى تهديدات الإيرانية.
وسريعًا دخل على خط الخلاف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حين انتقد أداء الاستخبارات المركزية الأمريكية، بالقول انهم لا يدركون مدى خطورة التهديدات الإيرانية، في رده على تقرير رئيسة الاستخبارات المركزية جينا هاسبل الذي وضح أن إيران مازالت تلتزم بالاتفاق النووي الإيراني.
وبدت السيناريوهات المطروحة حول الرد الإيراني متشابهة لجهة المواجهة، لكن احتمال واحد قد تم مناقشته بدقة خلال الحديث وهو تغير النظام عبر انقلاب عسكري أو ثورة شعبية، لكن هذا السيناريو قد أشار إلى قوة وتماسك الحكومة الإيرانية داخليًا، وسلوك الإيرانيين عند مواجهة اخطار خارجية والذي يتمثل بالاتحاد فيما بينهم في تلك الظروف.
لذا يعتبر احتمال انقلاب عسكري في إيران بعيدًا، في المدى القريب والمتوسط الأجل طالما ظلت الحكومة قوية ومتماسكة من الداخل، وهو ما يمكن ضربه عبر زيادة العقوبات وتشديدها، لخلق النقمة لدى الشعب، واضعاف القدرات الإيرانية في التحكم والسيطرة من خلال الحرب المباشرة على الذراع العسكري الأقوى للحكومة وهو الحرس الثوري الإيراني.
ما مدى فائدة هذا المنشور؟
انقر على نجمة لتقييمها!
متوسط تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0
لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.