جدول المحتويات
Toggleكان الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق قد تم عقده في يوم 25 سبتمبر من العام الجاري، ومع بداية ظهور النتائج التمهيدية، تبين أن الأغلبية العظمى من الذين أدلوا بأصواتهم صوتوا لصالح الاستقلال بنسبة 92%، وذلك بنسبة المشاركة التي بلغت حوالي 72%، وقد صرحت الحكومة الكردستانية أن هذا الاستفتاء سيكون ملزم، وهذا لأنه سوف يؤدي إلى وضع اللبنة الأولى لبناء الدولة، و بداية المفاوضات مع الحكومة العراقية بدلاً من إعلان الاستقلال بشكل فوري، ومن الجدير بالذكر أن حكومة العراق الاتحادية رفضت الاستفتاء هذا ووصفته بأنه غير شرعي.
كان من المخطط له أن يتم إقامة هذا الاستفتاء منذ ثلاثة أعوام في إطار النزاع والجدل بين كلاً من الحكومة الاتحادية للعراق، وحكومة إقليم كردستان، وقد اكتسبت الأصوات التي نادت طويلاً للاستقلال الكردي زخماً كبيراً في أعقاب الهجوم الذي شنه التنظيم الإرهابي داعش على شمالي العراق، والذي نتج عنه تخلي القوات الخاضعة لسيطرة العراق عن عدد من المناطق، وبعد ذلك استولت عليها القوات البيشمركة الكردية، والتي في الواقع يسيطر عليها الأكراد.
أهم الأسباب التي أدت بكردستان للطلب بالانفصال
بدأ الحديث بشأن الاستفتاء، بعدما قامت الحكومة المركزية في بغداد بقطع التمويل عن إقليم كردستان في شهر يناير من العام الحالي، وحاولت الحكومة الكردستانية بمحاولات عديدة بتصدير النفط من خلال خط الأنابيب الشمالي الذي يمر بتركيا، ولكن الحكومة العراقية منعت ذلك من خلال الضغط على الحكومات الدولية الأخرى سعياً لمنع تصدير وبيع الإقليم للنفط.
ذلك كما أن الشعب الكردي يشعر باستياء كبير من الحكومات العراقية المتتالية، كما أنهم يقولون أنهم لا يتقاضون الأجور التي يستحقونها، ولا حتى المعاشات، هذا بجانب شعورهم بأنهم مكروهين من العرب باعتبار أنهم أكراد.
كما أن حكومة إقليم كردستان تتهم الحكومة العراقية أنها لا تعمل على تقسيم عادل للموارد والسلطة بين العراقيين والأكراد، بل أنها تمنحهم الجزء الأقل.
ومن الجدير بالذكر أن الأكراد المؤيدين للانفصال، أن هذا حق طبيعي لهم، وأن إنشاء دولة خاصة بهم من شأنه أن يجلب الاستقرار للإقليم والمنطقة بأكملها.
موقف الحكومة العراقية من الانفصال
وصفت الحكومة العراقية أن هذا الاستفتاء بأنه خطوة غير دستورية وغير شرعية، وهذا كما صرح حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي.
كما أعرب البرلمان العراقي عن رفضه الشديد لهذا الاستفتاء، وسارع بالطلب من رئيس الحكومة أنه يجب عليه أن يقوم باتخاذ كل الإجراءات الضرورية لوقف هذا الاستفتاء والحفاظ على وحدة العراق.
وقام البرلمان بعزل محافظ كركوك الكردي، بعدما أعرب عن تأييده للانفصال، وذلك في 14 من الشهر الماضي.
وشدد بعض المسؤولون العسكريون بالعراق، ان هذا الاستفتاء سوف يكون له تأثير سلبي كبير على الحرب ضد داعش، هذا وبالأخص أن التنظيم يسيطر الآن على بعض المناطق المتنازع عليها.
موقف الدول المجاورة من الاستفتاء
أبدت كلاً من إيران وتركيا رفضها الشديد للاستفتاء، ووصفته أنقرة بأنه خطأ تاريخي، كما أنه خطوة خطيرة كما صرحت طهران، كما أن كلتا الدولتان ترفض الاستفتاء، وذلك خوفاً من أن يكون له تأثيره السلبي على الأقليات الكردية الموجودة بأرضها.
بينما لم تقم سوريا بإعلان موقف محدد لها من الاستفتاء، لكن من المرجح أنها تفضل بقاء العراق دولة واحدة، وذلك لأنه من الطبيعي أن يتضرر كلا الجانبين من الانفصال.
النتائج المترتبة على الانفصال
هناك الكثير من النتائج السلبية التي سوف تترتب على انفصال كردستان عن العراق، بل وأن هناك الكثير من هذه الأشياء حدثت بالفعل، أولها ما قامت به تركيا بغلق جميع رحلات الطيران المتجهة لإقليم كردستان.
وسوف يواجه إقليم كردستان مشكلة كبيرة في بيع وتصدير النفط، وذلك لأن خط أنابيب النفط الذي يستخدمه الإقليم لتصدير النفط للخارج يمر بالأراضي التركية، وقد لوح الرئيس التركي بإغلاق هذا الخط في اليوم الذي تم فيه إجراء الاستفتاء.
كما أن كردستان سوف تواجه الكثير من المشاكل بسبب هذا الاستفتاء، أهمها ما أعرب عنه سفير العراق لدى تركيا هشام علي الأكبر، أن بغداد سوف تستخدم القوة إذا تطلب الأمر لإدارة معبر الخابور بين إقليم كردستان العراق وتركيا.
كما أن هذا الاستفتاء سوف يتسبب في تفكير الكثير من الطوائف بالعراق بالتفكير بالإنفصال، هذا وبالفعل هناك بعض الأصوات العربية السنية التي تعلو للمطالبة بتشكيل إقليم خاص بهم.
ما مدى فائدة هذا المنشور؟
انقر على نجمة لتقييمها!
متوسط تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0
لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.