أخبار عاجلة
Search
Close this search box.

تركيا تصر على صفقة صواريخ S-400 دون اعتبار لأمريكا

تركيا تصر على صفقة صواريخ S-400 دون اعتبار لأمريكا
جدول المحتويات

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ان بلاده لن تتراجع عن صفقة شراء منظومة صواريخ S-400، فيما أكد وزير الدفاع التركي خلوصي آكار أن الضباط الاتراك يتلقون الآن تدريبات على استعمال هذا النوع من الصواريخ، وان احتمال زيارة وفد عسكري روسي لبلاده ستكون واردة.

وكانت هذه الصفقة قد عادت إلى واجهة السجال مع تطور النزاع التركي الأمريكي حولها، وتجدد الضغوطات في ملف طائرات أف 35 الامريكية المقاتلة، والتي تحاول الولايات المتحدة الأمريكية استعمالها كورقة ضغط على الحكومة التركية، في مسعى لثني تركيا عن إتمام شراء السلاح الروسي.

وفي سياق متصل، أعلنت الولايات المتحدة، بداية هذا الأسبوع، إيقاف قبول طيارين اتراك جدد للتدريب على الطائرات المقاتلة من هذا النوع، فيما أمهل البنتاغون الحكومة التركية حتى نهاية شهر تموز القادم للتراجع عن شراء منظومة صواريخ S-400 الروسية.

القرار الجديد لن يشمل الطيارين الأتراك المتواجدين في أراضي الولايات المتحدة الأمريكية حاليًا، والذين يبلغ عددهم حوالي 26 شخصًا يتوزعون على اختصاص طيار حربي، والصيانة وهندسة الطائرات، ويخضعون لبرنامج تدريبي خاص.

تداول مع وسيط موثوق
الحائز على جوائز

وكالة الانباء العالمية رويترز نقلت عن مسؤولين أمريكيين، لم تكشف عن أسمائهم، القول باحتمالية تراجع واشنطن عن قراراتها الأخيرة في حال التزمت تركيا بالمطالب المرتبطة بهذه الصفقة.

وكان الخلاف ما بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية قد استعر على خلفية طلب تركيا من روسيا شراء منظومة صواريخ للدفاع الجوي، تعتبر الاحدث في الترسانة الروسية وتعرف باسم S-400.

لماذا تريد الولايات المتحدة إيقاف صفقة S-400؟

تعترض واشنطن على امتلاك تركيا لمنظومة الصواريخ الروسية التي تعتبر تهديدًا لطائرات أف 35 المقاتلة والمعروفة باسم الشبح، تلك المقاتلات من انتاج شركة لوكهيد مارتن الأميركية، التي تدير برنامج لإنتاج هذه الطائرة تشارك فيه تركيا بوصفها حليف استراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب مجموعة من الدول الأعضاء في البرنامج.

الطلب الأمريكي يستند على استحالة امتلاك تركيا لتلك الصواريخ، وهي الخطوة التي تقربها من روسيا، مع بقائها في برنامج تصنيع الطائرات الأمريكية، وطلبها شراء 100 مقاتلة من نوع أف 35 في نفس الوقت.

صفقة الطائرات المقاتلة تبلغ قيمتها تسعة مليارات دولار أمريكي، وتعتبر ضرورية لتركيا، التي اعترف رئيسها اردوغان بأهمية الصفقة وقال ان البدائل متوفرة كذلك!

الاهتمام التركي في هذه الصفقة يظهر واضحًا، مع زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي أكار لقاعدة عسكرية جوية شرق مدينة ملطية، والتي اجتمع فيها مع مجموعة من الطيارين الأتراك ممن يستعدون لاستقبال مجموعات جديدة من طائرات أف 35 الأميركية، إلا أن تصريح صدر يوم لجمعة الماضية، عن سيرغي شيمزوف، وهو الرئيس التنفيذي لشركة “روستيك” للصناعات العسكرية، قال فيه إن روسيا ستبدأ شحن منظومة S-400 إلى تركيا خلال شهرين، أعاد خلط كل الأوراق وأظهر تمسك الاتراك بالصفقة الروسية.

العلاقات التركية – الأمريكية لم تكن في أحسن احوالها منذ وقوع محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا عام 2016، يومها حصل الطلاق السري بين الحلفاء، خاصة بعد اتهامات الحكومة التركية لواشنطن بالتورط في المحاولة، وايواء المعارض السياسي فتح الله غولن زعيم تنظيم الكيان الموازي، والذي تتهمه أنقرة بالتخطيط والتنفيذ عبر اتباعه.

كما ساهم تخلي حلفاء تركيا عنها وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية، خلال ازمة اسقاط الطائرة الحربية الروسية في سوريا في بداية الجفاء والانعطاف التركي نحو روسيا.

سوريا حيث الصدام!

تنازع المصالح التركي الأمريكي في الإقليم وصل إلى حد المواجهة، حيث ساهمت استراتيجية واشنطن في سوريا عبر الاعتماد على ميليشيات وحدات حماية الشعب الكردية، والتي تعتبر المكون الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في تأليب الحليف التركي، الذي يرى في الوجود الكردي على حدوده الجنوبية تهديدًا للأمن القومي.

يضاف إلى ذلك ارتباط تلك الميليشيات الكردية بصورة مباشرة بحزب العمال الكردستاني PKK المصنف في قائمة الإرهاب، والذي خاض حرب دموية استمرت لأكثر من عشر سنوات مع الحكومات التركية المتعاقبة خلال نهاية الألفية الثانية.

هذا الأمر دفع حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى التدخل العسكري المباشر في سوريا عبر عملية غصن الزيتون، التي هدفت لمنع تشكيل حزام كردي جنوب البلاد يمتد من شرق سوريا، وصولًا إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط. يضاف إلى أسباب توتر العلاقات التركية الامريكية، قضية فرض العقوبات على إيران، حيث ترى تركيا في هذه الخطوة محاولة لمنعها من استيراد النفط بتكاليف معقولة من طهران.

برنامج تصنيع طائرات أف 35

توصف العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية بكونها استراتيجية، وتمتد إلى سنوات طويلة خاصة ان تركيا من الأعضاء المهمين لحلف شمال الأطلسي الناتو، لكن هذه العلاقات لم تكن مستقرة دومًا، قبل ازمة الطائرات المقاتلة، حيث امتنعت واشنطن عن بيع تركيا طائرات مسيرة عن بعد.

هذا الأمر شكل لدى الاتراك صدمة حينها، ودفعهم لبناء مشروع خاص بهم انتهى بإنتاج طائرات تركية مسيرة عن بعد، قبل أن تظهر الخلافات الجديدة. لكن واشنطن سمحت في نفس الوقت بمشاركة تركيا في برنامج تصنيع طائرات أف 35، منذ عام 1999 وحتى اليوم ساهمت تركيا في انتاج 937 جزء من مقاتلة F-35 عبر الشركات التركية، ودفعت ما يقارب 900 مليون دولار ضمن برنامج بناء المقاتلة.

ويقول البنتاغون إن الشركات التركية تنتج أجزاء يرتبط معظمها بمعدات الهبوط وهيكل الطائرة الأساسي، فيما أعلنت إدارة المشروع مؤخرًا انه لا يوجد أي خطط لاستبعاد أحد من الشركاء.

ولكن تلفزيون العربية المقرب من المملكة العربية السعودية، نقل عن وكالة رويترز للأنباء، يوم أمس أن وزير الدفاع التركي استلم رسالة من نظيره الأمريكي باتريك شاناهان، وان الأخير ابلغه فيها كيف سيتم استبعاد تركيا من برنامج التصنيع، مالم تغير أنقرة موقفها من شراء وتشغيل منظومة صواريخ S-400 الروسية.

يذكر ان كلًا من الولايات المتحدة الأمريكية، وتركيا، وبريطانيا، وإيطاليا، وهولندا، وكندا، وأستراليا، والدنمارك والنرويج تشارك في مشروع بناء وإنتاج مقاتلات أف -35، حيث يبلغ عمر المشروع 20 عامًا.

ما مدى فائدة هذا المنشور؟

انقر على نجمة لتقييمها!

متوسط ​​تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0

لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.

كما وجدت هذه الوظيفة مفيدة ...

تابعنا على وسائل التواصل الإجتماعي!

واتساب
تلغرام
البريد الإلكتروني
سكايب
فيسبوك
تويتر
مقالات ذات صلة