جدول المحتويات
Toggleلا تلبث تصرفات الرئيس الأمريكي ترامب وعائلته التي تشمل زوج ابنته جاريد كوشنر أن تكون موضع شكوك وذلك في نواحي كثيرة أهمها احتمال وجود التضارب في المصالح، خاصة وأن ترامب وصهره يعتبران من أصحاب الأملاك التي تتأثر حتماً بالقرارات السياسية المتخذة في البيت الأبيض.
وآخر المعلومات تشير إلى أن لجاريد دور في الأزمة التي حصلت مؤخراً بين قطر من جهة ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى من جهة أخرى، وذلك بعد رفض قطر لمساعدة جاريد في انقاذ استثمارات عائلته المتعثرة، وتجري التحريات الفيدرالية بقيادة مولر الآن لمعرفة فيما إذا كانت المباحثات التي أجراها صهر الرئيس ترامب جاريد كوشنر والمتعلقة بالمصالح التجارية الخاصة به كانت قد أثرت على صياغة السياسة الخارجية للبلاد.
رفض قطر لمساعدة جاريد كوشنر قبل الأزمة
وكشفت مصادر أن كوشنر كانت قد عرض على وزير المالية القطري الاستثمار في أحد الأملاك العقارية المتعثرة والتابعة لشركة العائلة الخاصة بجاريد، إلا أن هذا العرض قوبل بالرفض من قبل الصندوق الاستثماري السيادي العائد لقطر، وكان جاريد قد اشترى هذا المبنى في جادة 666 في نيويورك بمبلغ 1.8 مليار دولار في وقت سابق إلا أن ما يزيد عن ربع عدد المكاتب في المبنى لم يكون مشغولاً ولم ينتج المبنى عائدات كافية لدفع الديون المترتبة عليه خلال سنوات عديدة، مما وضعه في موقع حرج قانونياً.
وكان كوشنر قد عرض أيضاً على رجل الأعمال القطري الشيخ حمد بن عبد الله الثاني، الذي وافق في البداية على استثمار مبلغ 500 مليون دولار في العقار على أن تستطيع شركة كوشنر أن تؤمن المبلغ الباقي واللازم للمبنى للاستمرار، ولهذا الغرض سعت شركة كوشنر إلى الحصول على قرض من شركة التأمين الصينية أنانغ، ووافقت الشركة في البداية على إعطاء قرض للبناء بقيمة 4 مليار دولار لتطوير العقار في آذار الماضي، ولكن الشركة تراجعت عن عرضها بعد ظهور مشاكل التضارب في المصالح في أمريكا، حيث أن المحادثات بدأت أثناء حملة ترامب الانتخابية لكنها استمرت حتى بعد وصول ترامب وصهره جاريد للبيت الأبيض، على الرغم من إعلان كوشنر عن تحويل أملاكه في الشركة لعائلته وابتعاده عن العمل في الشركة أثناء تولي دوره في البيت الأبيض.
تراجع شركة أنانغ أدى بدوره إلى تراجع الشيخ حمد عن الاستثمار حيث أن شروطه لم تستوفى، مما أدى إلى استياء كوشنر، وهناك مزاعم تقول بأن كوشنر دفع والد زوجته الرئيس ترامب إلى اتخاذ موقف متشدد مع قطر، وكان ترامب قد زار السعودية في قمة إسلامية قبل حدوث الأزمة مع قطر بقليل.
أزمة قطر تلت المباحثات الفاشلة للاستثمار في مبنى نيويورك
وحدثت الأحداث المتعلقة بالصفقات قبل شهر تقريباً من الشقاق الدبلوماسي بين قطر من جهة والدول الخليجية الأخرى من جهة أخرى وعلى رأسها السعودية والإمارات العربية، حيث تأزمت العلاقات بين هذه البلدان مع قطر وانتهى الأمر بمقاطعتها سياسياً ولوجستياً ومحاولات لعزلها.
وكشفت بعض المصادر أن كوشنر كان له دور أساسي في دعم الدول المحاصرة لقطر، وكانت هناك مزاعم أيضاً حول أن المؤلفين لتصريح ترامب الذي هاجم فيه قطر كان مكتوباً من قبل سفير الإمارات في أمريكا يوسف العتيبة وهو صديق مقرب لصهر الرئيس جاريد.
زيارة مسؤولين قطريين للولايات المتحدة
وفي نهاية شهر يناير الماضي وبداية شهر فبراير زار مسؤولون قطريون الولايات المتحدة وكانوا يدرسون تقديم أدلة إلى المحقق الفيدرالي مولر تشير إلى جهود بالتضافر بين جيران الخليجيين وكوشنر بهدف إلحاق الضرر ببلادهم، إلا أنهم بعدها قرروا عدم التعاون مع مولر في تلك المرحلة خشية أن يؤدي ذلك إلى إيذاء العلاقة بين بلدهم والإدارة الأمريكية في البيت الأبيض، ولأنهم شعروا أن مباحثاتهم مع المسؤولين الأمريكيين كانت مثمرة.
كوشنر يلعب دوراً مهماً في البيت الأبيض
ويلعب كوشنر دوراً مهماً في البيت الأبيض نظراً لدوره لمستشار رئيسي للرئيس وكونه قد لعب دوراً هاماً في صياغة سياسة أمريكا في الشرق الأوسط، خاصة بعد أن كون علاقات قوية مع أولياء العهد في كل من السعودية و الإمارات، وزياراته المتكررة المعلنة وغير المعلنة للسعودية خلال عام 2017، وهناك بعض التقارير التي تشير إلى أن كوشنر كان قد أعطى الضوء الأخضر للسعودية للقيام بإجراءات حصار قطر دون استشارة الخارجية الأمريكية.
ولا زالت جهود مولر ومساعيه للتواصل مع أشخاص لديهم المعلومات حول القضية مستمرة، بغية الوصول إلى يقين حول مدى استخدام كوشنر لموقعه في البيت الأبيض لنفع شركة عائلته أو الثأر لمصالحه الشخصية.
ما مدى فائدة هذا المنشور؟
انقر على نجمة لتقييمها!
متوسط تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0
لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.