أعلنت وزارة الداخلية السعودية اليوم عن مقتل الحارس الشخصي للملك سلمان، متأثرًا بطلق ناري كان قد أصيب به من مسافة قريبة خلال تواجده في منزل صديق له في جدة. وجاء في حديث الوزارة ان خلافًا وقع بين اللواء عبد العزيز الفغم، وهو الحارس الشخصي للملك سلمان ابن عبد العزيز، وصديق مشترك لصاحب المنزل الذي تواجد فيه اللواء قبل ان يتطور الأمر إلى شجار انتهى بالقتل.
ويأتي هذا الحادث يعد أيام معدودة من تصريحات لولي العهد الأمير محمد بن سلمان قال فيها انه يتحمل المسؤولية عن مقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي بصفته مسؤولًا حكوميًا فقط، موضحًا في نفس الوقت انه لم يعطي الأوامر بقتل الخاشقجي ولم يكن له صلة تذكر بالتخطيط لعميلة الاغتيال التي تمت في قنصلية المملكة العربية السعودية في جمهورية تركيا.
حديث ولي العهد عن القضية كان خلال فيلم وثائقي بثته محطة “بي بي أس” الأمريكية تناول بشكل موسع شخصية وحياة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد في المملكة العربية السعودية، أظهر فيه الصحفي مارتن سميث لأول مرة نصًا للقاء غير مصور جمعه بولي العهد في ميدان لسباق السيارات خلال شهر كانون الأول الماضي.
أجاب ولي العهد محمد بن سلمان حينها على أسئلة الصحفي عن حادثة الاغتيال، وقال انه يتحمل مسؤولية لان الاغتيال وقع تحت إدارته، دون ان يذكر انه خطط او شارك او أمر بتنفيذ عملية القتل.
وكان الصحفي السعودي والمعارض البارز جمال خاشقجي قد لقي حتفه خلال اجتماع ضمه إلى سعود القحطاني مستشار ولي العهد في مقر القنصلية السعودية في تركيا، لتختفي جثته حتى اليوم.
كيف قتل اللواء عبد العزيز الفغم حارس الملك السعودي؟
وعقب عرض الفيلم الوثائقي، أعادت صحيفة نيويورك تايمز نشر النتائج التي توصلت إليها وكالة الاستخبارات الامريكية CIA بالتعاون مع جهات دولية أخرى، رجحت جميعها وجود علاقة مباشرة وارتباط لا يمكن انكاره بين حادثة مقتل الخاشقجي وولي العهد محمد بن سلمان.
واثار خبر مقتل اللواء عبد العزيز الفغم موجة من الانتقادات والتشكيك بالرواية الرسمية، فيما ذهب البعض لربط الحادثتين معًا مستغربين وجود قوات الشرطة والأمن مسبقًا في محيط البيت الذي قتل فيه الحارس الشخصي للملك سلمان.
وفي تفاصيل القصة، توجه اللواء المغدور إلى منزل صديقه تركي بن عبد العزيز السبتي الواقع في حي الشاطئ في مدينة جدة، ضمن زيارة شخصية حيث التقى هناك ممدوح بن مشعل آل علي وهو صديق مشترك لكلاهما. وخلال تواجدهم معًا في غرفة الضيافة إلى جانب شقيق صاحب المنزل، تطور خلاف شخصي بين حارس الملك سلمان، اللواء الفغم، والصديق المشترك ممدوح بن مشعل آل علي، ليخرج الأخير من المنزل بعد نشوب الشجار بينهما.
ثم عاد القاتل إلى المنزل حاملًا لسلاح ناري استعمله في إطلاق النار على الموجودين فأصاب اللواء الفغم إلى جانب شقيق صاحب المنزل وعامل من الجنسية الفلبينية.
وقالت وكالة الانباء الرسمية السعودية (واس) ان الجهات الأمنية طوقت المنزل على الفور، وحاولت القبض على الجاني الذي تحصن في نفس المنزل وشرع بإطلاق النار نحو عناصر شرطة منطقة مكة المكرمة رافضًا الاستسلام، وهو ما استدعى رد الشرطة وتحييد الخطر، لتنتهي المواجهة بمقتل الجاني ممدوح بن مشعل آل علي على يد قوات الأمن.
ولم تفلح الجهود الطبية التي بذلها الأطباء في مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة لإنقاذ حياة اللواء عبد العزيز الفغم بعد اسعافه إليه، ففارق الحياة متأثرًا بالإصابات التي تعرض لها من السلاح الناري الخاص بـ ممدوح بن مشعل آل علي.
وقالت الشرطة ان خمسة من رجال الأمن كانوا قد أصيبوا خلال المواجهة نتيجة إطلاق النار العشوائي الذي قام به الجاني، فضَلا عن إصابة تركي بن عبد العزيز السبتي وهو سعودي الجنسية، وصديق مقرب من اللواء المغدور، إلى جانب جيفري ينغ العامل في منزل تركي وهو من الجنسية الفلبينية.
التشكيك في الرواية
بدأت التغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي بالتشكك في الرواية الرسمية لوفاة الحارس الشخصي للملك سلمان، اللواء عبد العزيز الفغم، مستغربين وجود قوات الأمن خارج المنزل وقت الحادثة، ثم تدخلها لقتل الجاني فورًا دون محاولة القاء القبض عليه حيًا، فيما رد مغردون آخرون ان الشرطة التي تواجدت خارج المنزل هم من الحرس الخاص باللواء، وانهم تدخلوا بعد سماع صوت إطلاق النار دون ان يعرفوا ان الرصاص كان قد أصاب اللواء.
وسرعان ما تصدر هاشتاغ #عبدالعزيز_الفغم قمة القصص الإخبارية في السعودية (الترند)، لما عُرف عن قرب اللواء عبد العزيز الفغم الشديد من الملك سلمان وتدخله سريًعا لحمايته في كثير من المواقف، وكذلك دوره الكبير من خدمة الأسرة المالكة، حيث كان في السابق حارسا شخصيا أيضا للملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز.
يذكر ان اللواء عبد العزيز الفغم المطيري عمل على خطى والده اللواء بداح حارسًا شخصيًا للملوك وسمي تبعا لذلك بحارس الملوك، حيث حاز لقب أفضل حارس شخصي على مستوى العالم من قبل منظمة الأكاديمية العالمية، وتم ترفيعه استثنائيًا بأمر ملكي إلى رتبة لواء، ليصبح قائد قوة الحرس الخاص الملكية.
