قد يتوفر لديك مدخرات أو مبلغ فائض عن حاجتك وتفكر في الطريقة المثلى لتوظيف هذا المبلغ، و ربما فكرت في استثمار هذا المبلغ في الأسواق المالية ولكنك ترددت بسبب الحديث الشائع عن خسارة الكثيرين لأموالهم فيها.
هناك مفهوم شائع مغلوط يقول بأن الاستثمار في الأسواق المالية سيؤدي بك حتماً إلى خسارة رأس المال الخاص بك ، و بأن الأمر أشبه بالمقامرة، إلا أن هذا الفهم مبني على مقاربة خاطئة للأسواق المالية و عدم وجود معرفة كافية بأصول إدارة المخاطر، و في المقابل هناك العديد من المستثمرين الذين استطاعوا أن يوظفوا هذه الأسواق لتنمية رؤوس أموالهم و الحصول على عائد مجزي و ذلك من خلال الإدارة الحكيمة و فهم طريقة عمل الأسواق المالية بشكل سليم.
تتيح الأسواق المالية المجال أمام المستثمرين لكي يستثمروا أموالهم في الأصول المالية المختلفة، و منها:
- الأسهم: أو حقوق الملكية في الشركات، وحامل الأسهم يستطيع أن يكسب المال بطريقتين، إما من خلال ارتفاع قيمة السهم الذي يحمله، أو من خلال الأرباح التي توزعها الشركات على حملة الأسهم، وهناك نسبة شائعة الاستخدام لتقييم أداء السهم و تعرف بنسبة السعر على الإيرادات أو PE ratio.
- السندات: وهي عبارة عن ديون يقرضها المستثمر لجهة ما حكومية أو غير حكومية مقابل حصوله على دخل ثابت يتكرر بشكل دوري حسب نوع السند، و يحتسب هذا الدخل كنسبة من قيمة السند الأصلية، و يسترد المستثمر المبلغ الأصلي للسند بالإضافة إلى الفوائد المترتبة عليه بشكل كامل مع انتهاء عمر السند (فترة الاقتراض)، و تدعى السندات أيضاً بالأوراق المالية ذات الدخل الثابت.
- العملات: حيث يمكن للمستثمرين المضاربة في أسواق العملات أو الاستثمار في أي زوج من أزواج العملات الرئيسية أو غير الرئيسية و الاستفادة من التغيرات السريعة التي تحصل في سعر الصرف ليحققوا عوائداً تتناسب مع حجم الاستثمار، و سوق العملات تمتاز بسيولتها العالية حيث أن حجم التداول قد يتجاوز 3 تريليونات من الدولارات يومياً.
مع هذا التنوع، يمكنك أن تجد أداة استثمارية مناسبة أياً كان حجم رأس المال الخاص بك، و أياً كانت الفترة الزمنية التي تريد الاستثمار خلالها، و كيفما كانت شهيتك للمخاطرة.
العديد من الأسباب التي تدفعك للاستثمار في الأسواق المالية
أولاً، تتيح لك الأسواق المالية إمكانية التحوط من التضخم
حيث أن القوة الشرائية للعملة قد تنخفض (غالباً) أو ترتفع (في حالات قليلة) حسب متغيرات كثيرة مما ينعكس على قيمة المدخرات، و بالتالي فإن الاستثمار في الأسواق المالية يتيح لك أن تحصل على عائد أعلى من معدل التضخم و بالتالي المحافظة على قيمة مدخراتك و حتى رفعها.
ثانياً، تمكنك الأسواق المالية من تحقيق أهدافك المالية على اختلافها
سواء كان هدفك هو تحقيق دخل إضافي أو توظيف الأموال في شركات تؤمن بقدراتها أو التخطيط لتقاعد مريح أو أي هدف آخر، فإن السوق المالية هي البيئة المناسبة التي ستساعدك على تحقيق هذا الأهداف.
ثالثاً، عندما توظف أموالك في الأسواق المالية فأنت تساهم في دعم الأعمال المنتجة
إن هناك العديد من المشاريع الناجحة التي تحتاج للتمويل مقابل العائد على الاستثمار الذي تحصل عليه، وبالتالي عندما تستثمر في هذه المشاريع فأنت تساهم في تحريك عجلة النمو الاقتصادي، ويحصل النفع لكلا الطرفين.
رابعاً، إن الاستثمار في الأسواق المالية لا يتطلب سوى إمكانات تقنية بسيطة و رأس مال صغير
إن الاستثمار في الأسواق المالية هو أسهل فعلياً من تأسيس شركة مع كافة الإجراءات التي يتطلبها هذا الأمر، و بالتالي فإن الإمكانية متاحة للدخول السريع في السوق عوضاً عن الانتظار الذي عادةً ما يترافق مع تأسيس شركة لكي تثمر.
خامساً، تتيح لك العديد من شركة الوساطات المالية التداول باستخدام ما يسمى بالرافعة المالية
تمنحك العديد من الشركات القدرة على التداول برأس مال أكبر من ذلك الذي استثمرته، مما يرفع العائد على الاستثمار الذي ستحصل عليه.
سادساً، عند استثمارك في أسهم الشركات، فإن ذلك يتيح لك التصويت في جمعيتها العمومية حول القرارات المهمة في الشركة
يزداد تأثيرك في الشركة مع ازدياد حجم حقوق ملكيتك فيها و بالتالي فإنك تستطيع التأثير في الخيارات الإدارية فيها.
و على الرغم من المنافع المذكورة أعلاه فإن الاستثمار في الأسواق المالية هو أمر محفوف بالمخاطر، و لذلك فإننا ننصح بوجود ناصح مالي ليقدم لك المشورة و الخبرة التي تحتاج إليها بما يناسب أهدافك الاستثمارية و لكي تحصل على أفضل تكوين لمحفظتك الاستثمارية، بحيث تكون فيها المخاطرة محدودة و مضبوطة بشكل جيد و يكون العائد أعلى ما يمكن، مما يضمن الاستقرار في نمو رأس المال الخاص بك.
