تعافى محدود شهده أسهم أرامكو في ختام تعاملات الأسبوع بعد خسائر متتالية ضربت السهم لأسباب عدة خصوصا مع نهاية فترة الاستقرار السعري اليوم. فهل تكون هذه بداية انفراجة لأسهم أرامكو؟
تعافي أسهم أرامكو بعد خسائر متتالية، بداية انفراجة؟
شهد سهم أرامكو في الدقائق الأولى من جلسة الخميس ارتفاعاً بنسبة 0.58 بالمائة إلى مستوى 34.45 ريال من خلال التداول على 2.908 مليون سهم بقيمة 100.094 مليون ريال.
وكان أمس، الأربعاء، قد تراجع بنسبة (0.44 %)، وأغلق عند 34.20 ريال للسهم، وأغلق مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية أمس منخفضاً 74.86 نقطة ليقفل عند مستوى 8124.11 نقطة، وبتداولات بلغت قيمتها أكثر من 4 مليارات ريال، وبلغ عدد الأسهم المتداولة أكثر من 160 مليون سهم تقاسمتها أكثر من 170 ألف صفقة سجلت فيها أسهم 20 شركة ارتفاعاً في قيمتها، فيما أغلقت أسهم 171 شركة على تراجع.
تطورات جيوسياسة تؤثر على أسهم أرامكو
لم يكن إنخفاض أسهم أرامكو وليد الصدفة, بل يرجع لعدة أسباب، منها أسباب رئيسية ومنها أسباب فرضت نفسها لتصبح تحديات، وتعود الأسباب الرئسية إلى:وجود مكتتبين بدأوا بممارسة حقهم في البيع، وحدوث تغيير في آلية احتساب دخول سهم أرامكو ودخول للمؤشرات الناشئة وهو ما أثر على حجم التداول أو عمليات التداول ، وكذلك إرتباط الأذهان بالتقييم عند 2 تريليون دولار.
وأما عن التحديات، فقد ظهر جلياً أن التوترات الجيوسياسية التي ظهرت على الساحة مؤخرا، لا تصب في مصلحة “أرامكو”، خاصة وأن المستثمرين ينتبهون جيدا قبل الإقدام على إستثمار أموالهم في مثل هذه الظروف, لأنهم لن يجازفوا بأموالهم في شركة مستقبلها “على كف عفريت”, خاصة بعد تعرضها لعدة هجمات العام الماضي أدت لتوقف إنتاجها.
هل تكون إنتهاء فترة الإستقرار السعري أزمة أسهم أرامكو ؟
من المقرر أن تنتهي اليوم الخميس الموافق 9 يناير/ كانون الثاني مدة الاستقرار السعري لسهم أرامكو السعودية بنهاية يوم العمل, وكانت أرامكو السعودية قد بدأت تداولاتها بالسوق السعودي، يوم الأربعاء 11 ديسمبر/ كانون الأول 2019، بالرمز 2222 ضمن قطاع الطاقة. فهل عدم قدرة الطرح على تحقيق الاسقرار السعري قبل إنتهاء المدة المحددة يعني فشله؟؟
في الواقع، لم يكن طرح عملاق النفط السعودي “أرامكو” الأكبر في التاريخ فقط، ولكن ضَمِن مستقبلا أفضل للسوق المالية السعودية “تداول”، على صعيد تحسُّن مستويات السيولة وارتفاع التدفقات الأجنبية الوافدة إلى السوق الكبرى في المنطقة، كما يمهد لإدراجات على صعيد السوق المحلية أو الأسواق الإقليمية قريباً.
ونجح اكتتاب أرامكو في تحديد القيمة السوقية الحقيقية لشركة النفط الأضخم في العالم، بعد عقودٍ من السرية التي سادت تعاملات الشركة، وأوفى الاكتتاب بتعهداته، بعدما جاءت أرقامه والتقييم بحجم الترقب، إذ سجلت عملية الطرح مجموع طلبات من قِبل المؤسسات المُكتتبة مبلغاً قدره 397 مليار ريال سعودي (106 مليارات دولار)، ومع إضافة الطلبات من قِبل الأفراد بلغ إجمالي قيمة الاكتتاب 446 مليار ريال (نحو 119 مليار دولار)، وهو ما يعادل نسبة تغطية تبلغ 465% من إجمالي أسهم الطرح، بافتراض عدم ممارسة خيار الشراء، إذ بلغت قيمة الطرح 96 مليار ريال (25.6 مليار دولار).
وبعد إدراج أرامكو، احتلت السوق السعودية المركز التاسع، بين أعلى 10 أسواق، من حيث القيمة السوقية على مستوى العالم.
“تاسي” ارتفاع للسنة الرابعة على التوالي
أما المؤشر العام للسوق تاسي ، فقد ارتفع بنسبة 7.19% خلال العام الماضي، ليصعد 562.5 نقطة، إلى مستوى 8389.23 نقطة، مقارنة بنحو 7826.7 نقطة بنهاية 2018، وواصلت السوق السعودية الارتفاع للسنة الرابعة على التوالي، في أطول وتيرة للارتفاع السنوي منذ الفترة بين عامي 1999 و2005.
وبلغ إجمالي سيولة السوق خلال العام 2019 نحو 880.14 مليار ريال (234.7 مليار دولار)، مقابل 870.87 مليار ريال (232.2 مليار دولار) في العام السابق له، بمتوسط شهري 73.34 مليار ريال (19.55 مليار دولار).
تنويع اقتصادي
ويعتبر إدراج أرامكو لحظة فارقة في تاريخ السعودية وخطوة على الطريق الصحيح نحو تنويع الاقتصاد المحلي بعيداً عن النفط وفق رؤية 2030.
وعكس طرح أرامكو قوة اقتصاد الرياض بين اقتصادات العالم، باعتبار هذا البلد عضوا في مجموعة العشرين، ويمتلك أكثر من 15% من الاحتياطيات المؤكدة من النفط في العالم، ليأتي في الترتيب الثاني عالمياً بعد فنزويلا، ولديه خامس أكبر احتياطي مؤكد من الغاز الطبيعي، ويمثل النفط 75% من إجمالي الصادرات تقريباً.
تناغم اجتماعي
أسهم اكتتاب أرامكو في خلق حالة من التناغم الاجتماعي بعد الزخم غير المسبوق من الأفراد لشراء أسهم في الشركة الوطنية، خصوصاً بعد قرار منح المكتتبين عدداً من الأسهم المجانية.
#ملخص_السوق_المالية هذا اليوم الأربعاء 8 يناير 2020 #تداول pic.twitter.com/kCbEKgqDIz
— Saudi Exchange | تداول السعودية (@tadawul) January 8, 2020
اكتتاب”أرامكو” يرفع قيمة الاكتتابات الأولية للخليج لعام 2019
ذكر تقرير حديث أن قيمة الاكتتابات الأولية في بورصات الخليج ارتفعت بأكثر من 1000 في المئة خلال العام الماضي.
وجاءت شركة النفط السعودية في صدارة الاكتتابات الخليجية، لتحتل المركز الأول من حيث قيمة الطروحات على مستوى العالم تاريخياً. وأظهرت حصيلة طرح شركة الزيت العربية السعودية “أرامكو” عن تسجيلها 25.6 مليار دولار، لتتجاوز الرقم القياسي المسجل في عام 2014 لشركة علي بابا الصينية، والذي بلغ حينها 25 مليار دولار.
