جدول المحتويات
Toggleتباينت ردود الأفعال حول اكتتاب أرامكو بين متفائل بالنتائج المبدأية الغير رسمية حتى الآن حول المشاركة، سواء من الأفراد أو الشركات وكبار المستثمرين. وبين من يرى بأن الاكتتاب لم يحقق حتى الآن أهم النتائج التي سعت القيادة السعودية لأجلها، وبين من يذهب بعيدًا ليرى بأن الاكتتاب والذي عوّلت عليه الحكومة السعودية لدعم خطتها في التحول الاقتصادي سيكون هو نفسه قبلة الوداع لهذه الخطط. سأسعى لتوضيح وجهات النظر، وتقريبها
قصة الاكتتاب التاريخي لأرامكو
نعود بالتاريخ للعام 2016 حين طرح ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان رؤية طموحة أٌطلق عليها اسم “رؤية السعودية 2030” وتهدف بشكل رئيسي إلى إحداث تحول كبير في سياسات المملكة الاقتصادية وعدم الاعتماد بشكل كامل على العائدات النفطية نظرًا لتقلبات أسعار النفط، التباطؤ الاقتصادي العالمي، وغير ذلك.
وبما أن هذه العملية ستحتاج إلى استحداث مصادر للتمويل فقد ارتأت الحكومة السعودية أن فكرة الاكتتاب لنسب من للكيانات الاقتصادية، وأكبرها أرامكو ستكون خطوة جذب كبيرة للاستثمار الأجنبي داخل المملكة، تسهم في إتمام هذا التحول. حينئذ وفي أثناء حوار تلفزيوني، طرح الأمير محمد بن سلمان فكرة اكتتاب أرامكو للمرة الأولى، مقدرًا قيمة الشركة بـ تريلوني دولار.
أرامكو تعلن طرح أسهمها للاكتتاب العام
لاحقًا في العام الجاري، 2019 أعلنت أرامكو أنها بصدد طرح نسبة ضئيلة من أسهمها –تحددت مع بدء الاكتتاب بـ 1.5% من إجمالي أسهمها- وهو ما استدعى إعادة تقييم الشركة بشكل فعلي ليتحدد سعر السهم الذي سيتم عنده الاكتتاب، هذه الخطوة هو مصدر المشكلة بالنسبة للكثير من الاقتصاديين.
إذ أن العديد من خبراء التداول شككوا في قيمة الـ 1.5 تريليون دولار التي توقعتها لجنة التقييم الداخلي بمشاركة فريق أرامكو ومجموعة من المصرفيين ورأوا أنها مبالغ فيها بضغط من الحكومة السعودية، إلا أن هذه القيمة زادت مع بدء الاكتتاب عند إعلان النطاق السعري لأسهمها عند بدء الاكتتاب بين 30 – 32 ريال للسهم، وهو ما يعني أن قيمة الشركة التقديرية تتراوح ما بين 1.6 إلى 1.7 تريليون دولار، لتصبح أعلى الشركات قيمة في العالم.
يمكنك معرفة المزيد حول اكتتاب أرامكو من هنا
#عاجل#مجلس_الوزراء يعد ما أعلنته شركة #أرامكو_السعودية عن نيتها في طرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام وإدراجها في السوق الرئيسية لدى السوق المالية السعودية "تداول "؛ تعزيزاً لدورها المحوري في المملكة وفي الاقتصاد العالمي، وخطوة مهمة في سبيل تحقيق #رؤية_المملكة2030.#واس pic.twitter.com/YllzFbQsQc
— واس الأخبار الملكية (@spagov) November 5, 2019
هل نجح اكتتاب أرامكو في تحقيق أهدافه ؟
قبل الإجابة على هذا السؤال يجب أن نتساءل معًا، وما هي الأهداف التي سعت إليها السعودية بطرح أرامكو للاكتتاب! سأذكر أهمها:
– تعزيز عملية التحول الاقتصادي لإتمام رؤية المملكة 2030
– تحفيز الاستثمار الأجنبي للعودة إلى السعودية بعد انخفاضه اللافت في السنوات الأخيرة
– إعادة الثقة في اقتصاد المملكة العربية السعودية
عملاق النفط #أرامكو_السعودية تتصدر قائمة أغنى الشركات العالمية من حيث القيمة..وطرح جزء من أسهمها في #السوق_المالية يمثل نقطة تحول تاريخية للسوق السعودي..والحدث الاقتصادي الأبرز لعام 2019 الذي حظي باهتمام واسع في الأوساط الاقتصادية والاستثمارية محلياً وعالمياً.#رؤية_السعودية_2030 pic.twitter.com/z2wFDizdeq
— إبراهيم العُمر (@ibrahimAl_Omar) November 19, 2019
فهل تحقق ذلك؟ دعونا نرى :
إلى الآن لا توجد أرقام رسمية حول نسب المشاركة من الشركات وكبار المستثمرين، لكن المشاهد أن الإقبال من الأفراد السعوديين وممن لهم حق المشاركة بالاكتتاب كبير جدًا وغير مسبوق، ويمكن تفهم ذلك في ظل الحملة الدعائية القوية التي شهدتها المملكة للترويج للاكتتاب، وهو ما حفز الكثيرين.
لكن هذا لم يكن الهدف الرئيسي ابتداءًا! فطرح الشركة الأضخم في إنتاج النفط العالمي كان موجهًا لجذب استثمارات أجنبية كبيرة وهو ما لم يلاحظ حتى الآن. فالمشاهد أن هذا الاكتتاب قد يفضي إلى حدث محلي يكون أغلب المشترين فيه من السعودية نفسها سواء أفراد أو صناديق استثمارية أو من الشرق الأوسط ودول مهتمة كالصين وروسيا لكنه قد لا يحظى بمشاركة أجنبية فعالة كما كام مأمولا.
لماذا قد يعتبر اكتتاب أرامكو ضربة لخطط التحول بالسعودية؟
أعتقد أن هناك عدة أسباب منطقية قد تدفع إلى ذلك ومظاهر أيضًا تدلل عليه:
– بحسب الفورين بوليسي، فقد ألغى مسؤلون السعوديون الكثير من جولاتهم الترويجية للاستثمار بالتداول على أسهم أرامكو مع مستثمرين محتملين من آسيا، أوروبا، وأمريكا. وهو ما يمكن اعتباره مؤشرًا غير مطمئن.
– الشركات، والمستثمرون يشترون بهدف الكسب عند البيع، لكن الضغط السعودي لرفع تقدير قيمة الشركة، دفع سعر السهم ليكون بنطاق عالٍ وهو ما قد يؤثر على أدائه عند بدء التداول، نظرًا لكونه مقارب لحدوده العليا. وبالتالي، لم سيتكبد المستثمر عناء الشراء إذن؟
– التباطؤ الاقتصادي، وتراجع أسعار النفط، وهو ما يجعل الكثير حذرًا من التداول بمجال الطاقة، خاصة في ظل التوتر الأمريكي – الصيني.
– رغبة المستثمرين المحدودة لدى المستثمرين الدوليين تجاه تملك الأسهم في أرامكو، نظرًا لتبعيتها للحكومة السعودية، إذ يرأس ولي العهد المجلس الأعلى للشركة.
– الهجمات الإرهابية التي استهدفت الشركة قبل أسابيع من الاكتتاب وأدت إلى توقف نصف إنتاج أحد أهم منشآتها لعدة أيام.
أين الحل إذن لبث الحياة برؤية السعودية للتحول 2030 ؟
الحل يكمن في التوجه بشكل أكبر نحو المستثمرين الأجانب وتحفيزهم على المشاركة في هذا الاكتتاب وغيره من المشاريع الاقتصادية لتحقيق الاستفادة القصوى، بجلب المستثمر وضخ أموال جديدة في البلاد. كما ستحتاج المملكة إلى المزيد من الوضوح مع المستثمرين وتقديم الدعم لهم.
ما مدى فائدة هذا المنشور؟
انقر على نجمة لتقييمها!
متوسط تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0
لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.